ألقى البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، محاضرة بشاطىء الراحة بأبوظبي، مساء اليوم، أثناء حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة المصرية والحكومة الإماراتية للبابا، وذلك بعد ساعات من وصوله إلى الإمارات في أول زيارة رعوية له إلى دولة خليجية منذ جلوسة على الكرسى البابوي. ووجه البابا في كلمته خلال الحفل الشكر للحضور قائلاً: "أشكركم لهذه المحبة، وسعيد بالزيارة لأني كنت اشتاق لها، وهي أول دولة عربية قدمت لنا دعوة لزيارتها، وهذه الدعوة الكريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والذى نصلي أن يعطيه الله الصحة والعافية، ومن الفريق أول صاحب السمو الشيخ أحمد بن زايد، ولي عهد الإمارات، والشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة وحاكم دبي، والشكر الموصول لكل حكام الإمارات وكل الإحباء لهذه البلاد المحبوبة، وأنا جيلكم وجايب سلام كبير من مصر، يعني مصر بتسلم عليكم كثير". وتابع: "الإمارات صارت عنوانًا للتسامح والمحبة والقلب الكبير، وعندما وصلت إليها أردت في البداية زيارة جامع وضريح الشيخ زايد الكبير، ولفت نظري في هذا المكان الجميل الرائع اللون الأبيض، والذى يعبر عن القلب الأبيض الذي يمتلئ بالمحبة ويمتلئ بمعدن الطيبة والأصالة الإنسانية، وهذه الصفات نلمسها في كل شعب الإمارات الكريم، فلا نجد منكم إلا الحديث عن طيبة ومحبة كل شعب الإمارات وأهلها الكرام". وأضاف: "جئت خصيصًا لتقديم الشكر لدولة الإمارات وكل الأسرة الحاكمة وأصحاب السمو والحكومة والشعب على الدعم القوي الذي قدموه ويقدموه لمصر، وهي تجتاز في هذه الأيام، ولقد قدموا لنا دعمًا بروح الأخوة والأشقاء الذين يظهرون في الضيقات، ففي أوقات الضيقات يظهر معدن الصديق، وهذه هي الإمارات العربية منذ المغفور له الشيخ زايد والذى نعتز به كثيرًا". واستطرد البابا: "خلال دراستي الجامعية في جامعة الإسكندرية رأيت الشيخ زايد في زياراته، وكنت ألمس أنه ممتلئ من الحكمة والخير، وقبل هذا وذاك فهو ممتلئ بالإنسانيه، إنسانيته التي يعبر عنها ليس فقط بالصداقة وليس فقط بالوقوف إلى جانب مصر ولكن بقلب كبير ممتلئ بالطيبة، وكان وفيًا لوطنه وشعبه وأمته العربية، ولذلك يطلق عليه زايد "الخير" وهو ليس مجرد لقب، وإنما معنى أصيل وينطبق عليه". ووجه البابا الشكر للإمارات العربية لرعايتهم القوية لكل المصريين الذين يعملون على أرضها ورعاية المسيحيين حتى صارت الكنائس تتبني بمحبة وبقلب متسع، موضحًا أنه عندما قرأ عن النهضة التي تمت في الإمارات وتحول الصحراء إلى حدائق ومشروعات وابتكارات؛ لمس هذه النهضة والتقدم في المعمار والتعليم. وبدوره، قال السفير إيهاب حمودة، سفير مصر في الإمارات، رحب بالبابا تواضروس، مؤكدًا أن الكنيسة تدفع إلى حماية السلم الاجتماعي وتحمي وحدته. وأوضح أن الكنيسة ما زالت رمز الوحدة الوطنية المصرية، ومدافعًا عن المواطنة والدولة، مؤكدًا أن هذا الأمر يجعل كل مصري وعربي مطمئن على قوة وصلابة نسيج الأمة المصرية. كان البابا تواضروس، وصل إلى الإمارات، ظهر اليوم، واستقبله الدكتور سلطان بن جابر، وزير الدولة، وإيهاب حمودة، سفير مصر في الإمارات، وشريف الديوانى، السفير المفوض بالسفارة المصرية بالإمارات، بالمطار الأميري بأبو ظبي. ويرافق البابا فى زيارته الأنبا أبراهام، مطران القدس، والأنبا إبرام، أسقف الفيوم، والأنبا لوكاس، أسقف أبنوب والفتح، والأنبا جوارجيوس، أسقف مطاي، في زيارة رعوية تستغرق 5 أيام.