حقيقة رسوب 71% من طلال أولى طب بقنا و80% بأسنان في جامعة جنوب الوادي    برعاية رئيس مجلس الوزراء |حوار مع الشباب بالحقائق والأرقام    أخبار كفر الشيخ اليوم.. مدرس يهدي طالبتين من أوائل الجمهورية بالثانوية سبيكة ذهبية عيار 24    «500 ألف كيس طحين».. حاجة ملحة لسكان غزة أسبوعيًا في ظل عدم انكسار المجاعة    ضياء رشوان: مجازفة كبيرة لعبور الشاحنات من معبر كرم أبو سالم حتى ساحل غزة    بن شرقي: فخور بتواجدي مع الأهلي.. والجماهير أبهرت الجميع في المونديال    الطقس غدًا.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 40 درجة    أحمد سعد: الناس بتحب شكل المطرب يبقى غريب والجمهور مستني "لوك" مختلف    انطلاق مؤتمر جماهيري حاشد بقنا لدعم مرشحة الجبهة الوطنية وفاء رشاد في انتخابات الشيوخ    أسباب تأخر إعلان الحد الأدنى للمرحلة الأولى لتنسيق الجامعات 2025    إعلام عبري: إصابة 8 جنود إسرائيليين بجروح خطيرة في قطاع غزة    التعليم العالي توجه نصيحة للمتفوقين بالثانوية العامة قبل بدء تنسيق المرحلة الأولى    بوفون ينتصر في معركته مع باريس سان جيرمان    وزير الطيران المدني يشارك في فعاليات مؤتمر "CIAT 2025" بكوريا الجنوبية    دار الإفتاء: السبت غرة شهر صفر لعام 1447 هجريًّا    المشاط: 15.6 مليار دولار تمويلات تنموية للقطاع الخاص في 5 سنوات    الصيادلة: سحب جميع حقن RH المغشوشة من الأسواق والمتوافر حاليا سليم وآمن بنسبة 100%    تخفيض أسعار تذاكر صيف الأوبرا 2025 في إستاد الأسكندرية احتفالاً بالعيد القومي للمحافظة    مقتل 12 شخصا على الأقل في اشتباك حدودي بين تايلاند وكمبوديا    الكويت الكويتي يعلن تعاقده مع سام مرسي    جمال الكشكى: دعوة الوطنية للانتخابات تعكس استقرار الدولة وجدية مؤسساتها    الرئيس الإيراني: نواجه أزمة مياه خانقة في طهران    السبت أول أيام شهر صفر لعام 1447ه    ترحيل محمد عبد الحفيظ المتهم بحركة "حسم" خارج تركيا    الداخلية تنظم دورة تدريبية في الغوص والإنقاذ النهري    تطورات صفقة انتقال حامد حمدان للزمالك .. سر وعد جون إدوارد للاعب الفلسطيني (خاص)    وفاة المصارع الأمريكي هوجان    "تناغم بين البرتقالي والأبيض".. منة فضالي بإطلالة صيفية جريئة على اليخت    هنادي مهنا تنتهي من تصوير حكاية "بتوقيت 28"    خالد الجندي: مساعدة الناس عبادة.. والدنيا ثمَن للآخرة    هل يحاسب الإنسان على المحتوى المنشور على السوشيال ميديا؟ أمين الفتوى يجيب    هل لمبروك عطية حق الفتوى؟.. د. سعد الهلالي: هؤلاء هم المتخصصون فقط    مغربي جديد على أعتاب الزمالك.. من هو أيمن ترازي صفقة الأبيض المحتملة؟    "الصحة" تتخذ خطوات للحد من التكدس في المستشفيات    جولة مفاجئة لوكيل صحة المنوفية.. ماذا وجد فى مستشفى حميات أشمون؟    لخفض ضغط الدم- 5 أشياء احرص عليها قبل النوم    «خطافة رجالة».. غفران تكشف كواليس مشاركتها في مسلسل فات الميعاد    جلسة خاصة لفيريرا مع لاعبي الزمالك قبل المران    رفع 50 طن نواتج تطهير من ترع صنصفط والحامول بمنوف    شعبة الدواجن تتوقع ارتفاع الأسعار بسبب تخارج صغار المنتجين    جامعة الإسكندرية تبحث التعاون مع التأمين الصحي الشامل لتقديم خدمات طبية متكاملة    أردوغان: نسير بثبات لنصبح قوة مؤثرة بالمنطقة والعالم    تشغيل كامل لمجمع مواقف بني سويف الجديد أسفل محور عدلي منصور    عمرو الورداني: نحن لا نسابق أحدًا في الحياة ونسير في طريق الله    «جمال الدين» يستعرض إمكانات «اقتصادية قناة السويس» أمام مجتمع الأعمال بمقاطعة تشجيانغ    غدًا.. "شردي" ضيفًا على معرض بورسعيد الثامن للكتاب    وزير التعليم العالي يكرم الطلاب الفائزين في مسابقة "معًا" لمواجهة الأفكار غير السوية    تعرف على خطوات تصميم مقاطع فيديو باستخدام «الذكاء الاصطناعي»    أمين الفتوى: لا يجوز التصرف في اللقطة المحرّمة.. وتسليمها للجهات المختصة واجب شرعي    الأمم المتحدة: الحرمان من الغذاء في غزة يهدد حياة جيل كامل    «سعد كان خاين وعبد الناصر فاشل».. عمرو أديب يرد على منتقدي ثورة 23 يوليو: "بلد غريبة فعلا"    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال النصف الأول من 2025    تحليل رقمي.. كيف زاد عدد متابعي وسام أبو علي مليونا رغم حملة إلغاء متابعته؟    وزير الأوقاف: فيديوهات وبوسترات لأئمة المساجد والواعظات لمواجهة الشائعات والأفكار غير السوية بالمجتمع    الرئيس الصيني: نسعى لتعزيز الثقة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي رغم الخلافات    «كتالوج»... الأبوة والأمومة    بالأسماء.. إصابة ووفاة 5 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بمحور ديروط فى أسيوط    صاحب مغسلة غير مرخصة يعتدي على جاره بسبب ركن سيارة بالإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الوطن» ترصد أول مواجهة «مصرية - إخوانية» فى «واشنطن» بعد وعد «السيسى» بالقضاء على «الجماعة»
عمرو موسى يكتشف «فخ» التنظيم الدولى.. ويعتذر عن عدم حضور المؤتمر فى آخر لحظة
نشر في الوطن يوم 09 - 05 - 2014

شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس، مواجهة مصرية إخوانية شرسة، والأولى من نوعها بعد إعلان المرشح الرئاسى الأوفر حظاً (المشير عبدالفتاح السيسى) أنه لن يكون هناك إخوان فى عهده، وهو الأمر الذى استقبلته غالبية التحليلات الأمريكية بمعنى واحد وهو «نهاية الإخوان».
دارت المواجهة داخل فندق «فورسيزونز» الذى يقع على مقربة من البيت الأبيض، وكانت المناسبة مؤتمراً يعقده معهد «المشروع الأمنى الأمريكى للأبحاث والدراسات الاستراتيجية»، وهو أحد أهم مراكز الأبحاث الأمريكية ومقرب لكل من وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، وعادة ما يركز هذا المعهد على التحديات الراهنة ومستقبلها وسبل معالجتها قبل أن تتحول إلى أزمات تواجه صانع القرار الأمريكى، وكان المؤتمر بهدف تقييم العلاقات الاستراتيجية بين مصر وأمريكا والمستقبل الذى ينتظرها من خلال الاستماع إلى ومناقشة 14 متحدثاً من المتخصصين فى كل الجوانب التى تميز العلاقات المصرية الأمريكية، وكان يفترض أن يكون من ضمن المتحدثين فى الجلسة الأولى رئيس لجنة الخمسين التى وضعت الدستور عمرو موسى، لكنه لم يحضر رغم قيام الجهة المنظمة بتغيير موعد كلمته أكثر من مرة خلال المؤتمر الذى استمر خمس ساعات وفى ختامه اعتذر القائمون لعدم تمكن «موسى» من الحضور لتقف المجموعات المؤيدة للإخوان التى حضرت بكثافة وتهاجم الجهة المنظمة وتتهمها بالتضليل وأن «موسى» موجود بالفعل فى الفندق ولكنه يخشى المواجهة.
كان غياب «موسى» غير متوقع من قبل الحضور لكنه كان محتملاً بالنسبة لعدد من المراقبين المصريين الذين التفتوا للكمين الإخوانى المنصوب ل«موسى» داخل القاعة والوجود المكثف من قبل أكبر الرؤوس المؤيدة للإخوان داخل أمريكا فى المؤتمر ومن بينهم ناشط يدعى أمين محمود، والشيخ شاكر السيد، أمام مركز دار الهجرة بولاية فيرجينيا، بالإضافة إلى أحمد شحاتة الذى كان ينظر له باعتباره سفير الجماعة فى واشنطن أثناء حكم الإخوان.
من جانبه تحدث بول هاميل، مدير المعهد، ل«الوطن» قائلا: «المؤتمر يناقش موضوعاً فى غاية الأهمية فمصر دولة محورية فى الشرق الأوسط وأفريقيا وتواجه الآن تحديات خطيرة على مختلف الأصعدة وعلاقتها بالولايات المتحدة علاقة استراتيجية يحيط بها الكثير من المصالح المشتركة لكلا البلدين، وكنا نأمل حضور عمرو موسى ولكننا أبلغنا بأنه لم يتمكن من الحضور بسبب زحام الطرق فى واشنطن ونحن نقدر ذلك وسوف نقوم بلقائه والاستماع إلى رؤيته بشكل منفرد».
أما مصادر «الوطن» داخل السفارة المصرية فأكدت أن عمرو موسى كان يعقد عدة لقاءات مع أركان الإدارة الأمريكية وفى مقدمتهم سوزان رايس مستشار الأمن القومى وكذلك مع عدد من نواب الكونجرس الأمريكى ورؤساء اللجان الفرعية بالكونجرس فضلاً عن لقائه بالعديد من أعضاء مراكز الأبحاث الأمريكية، كما عقد لقاءً مطولاً مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى.
وأوضحت المصادر أن «موسى» تعمد التأكيد على مجموعة من الرسائل السياسية المحددة فى شرحه لحقيقة الصورة فى مصر، من بينها أن مصر وما تشهده ليس حكماً عسكرياً إنما حكم بالانتخاب، وأننا نمضى نحو مصر جديدة وفقاً لدستور جديد، وأن نظرة الولايات المتحدة الأمريكية لمصر تغيرت ونحن على أبواب انتخابات رئاسية جديدة، وأن الدستور يكفل للجميع حرية الترشح للرئاسة سواء كان بخلفية عسكرية أو لا، وأنه لا بد من الأخذ فى الاعتبار أن مصر تمر بأوضاع غير طبيعية، وستعود إلى طبيعتها بمجرد استقرار الأمور وأن الوضع بالفعل يتجه للأفضل وسينعكس حتماً على حالة الاقتصاد المصرى الذى يعانى بشدة فى الوقت الراهن ولكنه جاهز للانطلاق مع الوصول للاستقرار المنشود.
وبالعودة إلى المؤتمر الذى شهد الكثير من الشد والجذب منذ جلسته الأولى التى بدأت بتحدث السيناتور نورم كوليمان، الذى بدأ كلامه قائلاً «الأسبوع الماضى كان وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى هنا وعندما سُئل عن العلاقات بين القاهرة وواشنطن وصفها بأنها علاقة زواج وليست نزوة».
وأضاف السيناتور كوليمان قائلاً: «لن أضيف كثيراً على هذا التشبيه فمصر وأمريكا مهمان لبعضهما البعض لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط وأن السياسة الخارجية الأمريكية تعى أهمية مصر، ومن هنا يأتى القلق فى بعض الأحيان تجاه بعض الأمور فى مصر، مثلاً عندما نرى فى الجرائد أن هناك أحكاماً بإعدام المئات فهذا أمر مثير للقلق، ولكن مصر وأمريكا يتشاركان الكثير من الهموم والتحديات لاسيما فى مواجهة الإرهاب الذى ينتشر فى سيناء وتبادل الرؤى حول الوضع فى سوريا وليبيا لذا فهى علاقات فى غاية الأهمية للجانبين».
وأعرب عن اعتقاده بأن مصر تحديها الأكبر هو تحدٍّ اقتصادى يجب على الرئيس القادم معالجته أياً كان هذا الرئيس، فأولويته الأولى يجب أن تكون الاقتصاد.
وهنا قال الدكتور سعد الفيشاوى، وهو أحد عمداء الجالية المصرية فى واشنطن: «لا أحب تشبيه العلاقة مع مصر بالزواج، فهذه الكلمة استخدمت أيام الملكية فى مصر لتشبيه علاقتنا بالاحتلال الإنجليزى ودفع صاحبها الثمن وهو أمين عثمان الذى تم اغتياله على يد مجموعة من الشباب الوطنى كان من بينهم الرئيس محمد أنور السادات».
وأضاف: «العلاقة المصرية الأمريكية لا يمكن تشبيهها بالزواج فالزواج رباط مقدس ولكن العلاقات بين الدول تقوم على المصلحة وأمريكا مصلحتها عند مصر منذ عهد روزفلت هى قناة السويس وعندما قام بتأميمها الرئيس جمال عبدالناصر قام روزفلت بإصدار أوامره لإسرائيل لكى تعيدها مرة أخرى وكان عدوان 1956»، وهنا تمت مقاطعته وطالبته المنصة بإنهاء كلمته بحجة الإطالة.
أما جمال هلال، المستشار السابق فى الإدارة الأمريكية، فأكد فى كلمته أن العلاقات المصرية الأمريكية من وجهة نظرّه، ومن واقع خبرة خمسة وعشرين عاماً كان فيها قريباً من دائرة صنع القرار الأمريكى وعلى اطلاع بتلابيب العلاقات المصرية الأمريكية فإنه يمكن النظر لعدة عوامل تجعل من مصر دولة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة من بينها استقرار الشرق الأوسط وكذلك إرساء السلام العربى الإسرائيلى الذى كان مفتاحه زيارة الرئيس السادات للقدس، والحرب ضد الإرهاب وكذلك الملاحة فى قناة السويس والمعاملة التفضيلية التى تحصل عليها الولايات المتحدة فى هذا الشأن.
وأضاف أن مصر الآن ما زالت على طريق الديمقراطية وفى مرحلة التجريب، قاموا بتجريب «الإخوان» والآن يتجهون لتجربة مختلفة ولكن أيضاً على مسار الديمقراطية وهى الآن فى حاجة للوقوف بجانبها فى كل المناحى، ومساعدتها فى التحديات الأمنية التى تواجهها وكذلك مساعدة اقتصادها على النمو مرة أخرى، ومصر من الدول التى من الصعب أن نتركها تفشل وعلينا أن ننظر إلى حالة الصومال وحالة ليبيا، وهذه الحالة من الصعب قبولها على دولة محورية فى الشرق الأوسط وأفريقيا بحجم مصر.
وأشار إلى أن البعد السياسى فى العلاقة كثيراً ما يكون محل شد وجذب بين الطرفين على عكس البعد العسكرى فدائماً ما يعمل العسكريون من الجانبين على التنسيق والتفاهم والابتعاد عن الخلاف.
وقال: إذا كنا سنتحدث عن المستقبل لهذه العلاقة فيجب أن يكون هناك قدر عال من الفهم المشترك على كل المستويات الرسمية والشعبية أيضاً، فالناس فى مصر لديهم قناعة أن أمريكا تقف خلف كل ما جرى لهم.. ولكن صناع القرار يدركون مدى حاجة البلدين لبعضهما البعض ومن هنا يجب أن تكون المصالح المشتركة نصب أعين الدولتين لذا فهما الآن بحاجة إلى إطلاق حوار استراتيجى رفيع المستوى بين مصر وأمريكا يتم خلاله النقاش بصراحة وبوضوح حول جميع الخلافات وسبل تذليلها ودفع الأمور دائماً إلى الأمام وتحقيق العمل المشترك الذى يصون مصالح كلتا الدولتين.
وأضاف أن مصر أيضاً عليها أن تكون صريحة أمام شعبها أولاً وكذلك أمام أصدقائها وشركائها فى عدة أمور تتعلق بتحقيق الديمقراطية ومصير المعارضة والحفاظ على الحقوق السياسية وأن بعض التهم التى توجه للمعارضين السياسيين فى مصر قد تحمل إساءة إلى صورة مصر بقدر يفوق الإساءة إلى المعارضين، وكذلك يجب أن يكون الشعب المصرى متسماً بالواقعية فى نظرته للكثير من الأمور أو فى طموحاته أو فى معالجة مشاكلة.
أما عضو الكونجرس جيم كولب فأكد أن بلاده مهتمة للغاية بالعمل مع مصر لما يجمعهما من مصالح مشتركة ويهمها أن ترى مصر دولة ديمقراطية على النحو الذى يتطلع له الشعب المصرى؛ لذا من الطبيعى أن يساورها القلق على المسار الديمقراطى فى مصر.
وأضاف أن الديمقراطية ليست فقط انتخابات ولكنها أيضاً ممارسة الحكم بديمقراطية، وقال إن محمد مرسى كان رئيساً منتخباً بشكل ديمقراطى ولكنه لم يحكم بأسلوب ديمقراطى وبسبب ممارسته للحكم القائمة على الاستحواذ خرجت احتجاجات جماهيرية دفعت الجيش إلى التدخل لعزله والإطاحة به وعلينا الآن أن نعمل على رعاية مصالحنا مع مصر ودفعها نحو الديمقراطية الحقيقية.
وهنا طلب الناشط أمين محمود، المؤيد لجماعة الإخوان، الكلمة، وقال: كيف تدعمون نظاماً انقلابياً قاتلاً؟
وكان رد جمال هلال: «نحن هنا لا نمثل أحداً.. نحن معنيون بدفع هذه العلاقات دائماً إلى الأمام بغض النظر عن الأنظمة لأنها علاقات حيوية واستراتيجية للبلدين».
أما الكاتبة الأمريكية لورا جاكس فأكدت أن المجتمع الدولى كله ينتظر هذا الشهر فى مصر وانتخاباتها الرئاسية وأن كل المؤشرات تتجه لصالح القائد السابق للجيش المشير عبدالفتاح السيسى الذى تكفل بعزل مرسى وألقى بيان عزله، والكل يترقب كيف سيكون المستقبل القريب فى مصر بعد فوز «السيسى»، وعلى مسار العلاقات مع أمريكا حدثت انفراجة فى مجال المساعدة فى الحرب ضد الإرهاب لكن فى المقابل هناك غضب داخل الكونجرس وقلق على المسار الديمقراطى بعد أحكام أصدرها القضاء المصرى مؤخراً.
أما المحلل الاستراتيجى زاك جولد فأكد أن مصر تواجه تحدياً أمنياً خطيراً فى سيناء والجميع يخشى اقتراب هذا الإرهاب من قناة السويس وأن الإرهابيين يستهدفون البنية الأمنية للدولة فى مصر بقتل رجال الجيش والشرطة واستهداف المنشآت الأمنية، وأن الكثير من الدماء سالت فى صفوف الجنود المصريين فى سيناء.
وقال إن الوضع الخطر فى سيناء تسببت فيه عدة عوامل من بينها أن قبضة الدولة قد تأثرت بعد يناير 2011 وتزامن ذلك مع وجود فوضى للسلاح فى ليبيا وانتقال الكثير من الأسلحة من ليبيا إلى سيناء، ووقعت فى يد التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذى قام بعدة عمليات نوعية مثل عملية إسقاط مروحية للجيش المصرى.
وقال إن عدداً كبيراً من هذه التنظيمات لديه جذور وروابط داخل قطاع غزة الذى كان منفتحاً على سيناء بوجود آلاف الأنفاق، وأكد أن مثل هذه المواجهة الشرسة مع الإرهاب تستدعى تعاوناً وثيقاً بين مصر والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن تسليم مصر مروحيات الأباتشى كان قراراً سليماً وسيفيد مصر كثيراً فى هذه المواجهة.
وفى الجلسة الثانية للمؤتمر كانت مواجهة من نوع خاص مع «الإخوان» وكان بطلها السفير يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن، عندما تحدث بحماس بالغ عن مصر وضرورة مساندتها وقال إن بلاده تدعم مصر بقوة لكى تستعيد استقرارها وتعتزم الاستثمار فى العديد من المجالات فى مقدمتها البنية التحتية لأن استثمارات البنية التحتية تلقى بآثارها على رواج السوق الاقتصادية فى العديد من المجالات وشدد على أن موقف بلاده واضح ومعلن منذ اللحظة الأولى تجاه الشعب المصرى وأن على الجميع الآن مساعدة الاقتصاد المصرى ليعود إلى معدلات نموه التى كان يحققها قبل ثلاث سنوات، وأن الاستقرار الاقتصادى المنشود لمصر سيكون مفتاح الحل لكل مشاكلها.
وهنا قام أحد العناصر المؤيدة للإخوان بتوجيه انتقادات للسفير الإماراتى قائلاً: «إن سياسة بلادك تفرق بين الإخوة فى الوطن داخل مصر وتدعم سفك الدماء».
فرد عليه سفير دولة الإمارات قائلاً: «أنا أحمل الكثير تجاه مصر والشعب المصرى، وقد عشت فى مصر أكثر مما عشت فى أبوظبى، وعندما أخذنى الحنين إلى مصر العام الماضى -فى إشارة لفترة حكم الإخوان- ذهبت إليها ولم أجدها مصر التى أعرفها؛ لذا فأنا فخور بما صنعه الشعب المصرى وما حققته مصر وفخور بموقف بلادى تجاه مصر، والإمارات لم تكن لتتخلى عن مصر فى أزمتها».
وبعد انتهاء كلمات السفير العتيبة اشتعلت القاعة بالتصفيق فإذا بالإخوان يقاطعون التصفيق بالقول إن السفير أحضر من يساندونه داخل القاعة، وعقب انتهاء الكلمة ونزول السفير الإماراتى من على المنصة سعى بعض الإخوان لاستفزازه وإعادة السؤال عليه مرة أخرى فلم يُجبهم وأخذ يرحب ببعض الحضور من المصريين وتحدث معهم بلهجة «مصرية» ثم غادر القاعة.
أما الجنرال كارتر هام، القائد السابق للقاعدة العسكرية الأمريكية فى أفريقيا (أفريكوم) فتحدث مؤكداً أن مصر دولة لها وضعية بالغة التميز فى أفريقيا وأن عودة الاستقرار لها من شأنه أن ينعكس على الكثير من الأوضاع المتأججة فى أفريقيا وخاصة فى ليبيا التى تعانى من وضع أمنى خطير لذا فالعمل المشترك بين مصر والولايات المتحدة قد يكون سبيلاً لدفع الأمور إلى الاستقرار فى العديد من الأزمات.
وفى الجلسة الثالثة تحدث الاقتصادى المصرى باسل أسامة الباز حول الوضع الاقتصادى الراهن فى مصر وسبل دفع الاستثمارات وأهمية إعطاء الثقة للمستثمرين والتى تبدأ بتشجيع المستثمر الوطنى فى البداية لكى يكون مدخلاً للاستثمارات الأجنبية، مؤكداً أهمية استمرار الحوار الاقتصادى بين القاهرة وواشنطن لأن قطاع الأعمال بين البلدين يعد ركيزة أساسية فى جوهر العلاقات بين البلدين وبإمكانه تحقيق الكثير من النجاحات خلال الفترة المقبلة بعد إتمام استحقاقات خارطة الطريق، مشيراً إلى أنه التقى خلال زيارته إلى واشنطن العديد من المؤسسات الاقتصادية الأمريكية الكبرى ولمس عن قرب رغبتهم فى الاستثمار فى مصر وخاصة فى مجالات البنوك وعقد شراكات مع المستثمرين المصريين.
فى حين دعا بعض الحضور الرئيس المصرى القادم إلى أن يبدأ مهمته بعقد مؤتمر اقتصادى عالمى لبحث وضع الاقتصاد المصرى وإيجاد حلول لمشكلاته الراهنة ووضع الخطط اللازمة لإصلاحه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.