أكد الشيخ محمد هلال عامر، باحث دعوة بديوان عام وزارة الأوقاف، أن الكرم خلق من أخلاق المرسلين، وصفة من صفات الصالحين، به تسود المحبة والمودة بين الناس، موضحا أن الله دائم التفضل على خلقه، فهو سبحانه جواد كريم وعد المنفقين من أموالهم بمضاعفة الأجر والثواب أضعافا كثيرة. أوضح: وقال سبحانه: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم * الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وأكد هلال، خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الكرم صفة ممدوحة في كل كتاب، وعلى كل لسان، وقد علمنا ديننا الحنيف أن نكرم الناس قولا وفعلا، ماديا ومعنويا، فحين ينفق الإنسان مما أعطاه الله ولو كان قليلا فإنه سبحانه وتعالى يبارك له في ماله ويتفضل عليه بأضعاف مضاعفة، قال تعالى: "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون". وأشار إلى أن الإسلام دين لا يعرف الأنانية، وأن المجتمع المسلم يتميز بالكرم والتكافل والإحسان للجميع، يقول: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"، ولذلك رفع النبي منزلة الأشعريين وأثنى عليهم لما كان فيهم من هذه الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة من الكرم والتكافل، حيث يقول: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم". وشدد على أنه في ظل هذه الأزمة التي يمر بها العالم والوباء الذي يجتاح البلاد يجب علينا أن ننفق في كل الوجوه، سواء أكانت صحية من مستلزمات طبية وأدوية علاجية، أم كانت معيشية من مال أو طعام أو كساء، ونتيقن أن الصدقة لا تنقص المال، وأن الله يبارك لعباده ويخلف عليهم، فالمنفقون في معية الله وحفظه في الدنيا وينمي لهم نفقتهم في الآخرة، فيجب على العبد أن يخلص لله ولا يخشى من ذي العرش إقلالا.