قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنّ الله سبحانه وتعالى فرض حقوقا على أفراد الأسرة وجعل من أوجبها وأعظمها خطرا حقوق الآباء والأمهات على الأبناء، كما تدل الآيات الخاصة ببر الوالدين في القرآن الكريم على أنّ مطالبة الأبناء بآداء هذه الحقوق لوالديهم، ليست مجرد وصايا خلقية لا تشتمل على أحكام تكليفية يترتب عليها ثواب أو عقاب أو وجوب أو لحرمه. وأضاف خلال برنامجه "الإمام الطيب"، المذاع على شاشة قناة dmc، أنّ الحقوق في هذه الآيات وإن ورد بعضها بصيغة الوصايا، إلا أنّها في حقيقتها نواهي تكليفية، يدل على ذلك أنّها وردت في القرآن الكريم إما تالية للأمر بعبادة الله وتوحيده، وإما مقرونة بما يجب لله تعالى على العبد من شكر. وتابع: "وفي هذا الاقتران والتجاور بين التكاليف المتعلقة بالله تعالى إيمانا وعبادة وشكرا، وبين شكر الوالدين والإحسان إليهما، ما يدل على عظم المسؤولية وخطرها في حياة المسلم، أنّها قضية لا يُقبل فيها إهمال الوفاء بها تبرير أو اصطناع عِلل أو معاذير". وواصل: "التذلل أو خفض جناح الذل للوالدين هو أولا من باب سداد الديون، ثم هو خُلق من أخلاق الواجب والوفاء والمروء ومصدره الرحمة ورقة الصدر، وإذا بذله الأبناء فإنما يبذلونه طواعية واختيارا امتثالا لأمره تعالى (وتقربا إليه) لا تضطرهم فيه مصلحة ولا يشعرون معه بشيء من الهوان أو النفاق أو المداهنة التي تلحق المتذلل للناس من أجل الحاجة والمصلحة".