يساعد ارتفاع درجة الحرارة على اشتعال الحرائق خصوصا في فصل الشتاء، لكونها عنصرا من بين عناصر الحريق الثلاثة الممثلة في المادة المشتعلة والهواء والحرارة، مثال على ذلك ما حدث في أستراليا في أكثر من مناسبة من حرائق للغابات في عدد من المدن بها وعلى رأسها كوينزلاند دارلينج داونز، حيث التهمت النيران الغابات كل ما تجده في طريقها، حتى أن الحكومة، شددت على المواطنين بضرورة إخلاء المناطق القريبة من الخطر، وحظرها من استخدام الأدوات المنزلية لتفادي زيادة النيران. من جانبه يقول الدكتور جمال بدير وكيل كلية التعليم الصناعي بجامعة السويس، إنه بشكل عام يكون معدل انتشار الحرائق أكبر في درجات الحرارة المرتفعة الممثلة في فصول الصيف أكثر منها في فصول الشتاء، نظرا لأن الحرارة تساعد على الاشتعال، فكلما زادت الحرارة زاد معها مؤشرات احتمالات زيادة وحدوث الحرائق، مشيرا إلى أن هناك ما يطلق عليه الوقاية من الحريق، وأن أول خطوات الوقاية من الحريق هو التأكيد على وصلات الكهرباء، بحيث تكون معزولة بشكل جيد، والتأكيد على عدم حدوث شرارة في أي مكان في المنزل، ووجود طفاية حريق مناسبة للمكان وأن يتعلم المواطن كيفية استخدامها. ويضيف بدير في حديثه ل"الوطن": "من المفترض أن تنظم الدولة مبادرات توعوية عبر الإعلام تزيد من خلالها وعي المواطن في التعامل الصحيح مع حوادث الحريق، لأن بعض الناس يصيبها الهلع وقت وقوع الحريق ولا تستطيع التصرف بشكل سليم في حين أنه لو كان لديه معرفة بكيفية التصرف مع الحرائق سيقي نفسه وأسرته شر هذا الحريق، ومن ثم فإن وجود مثل هذه المبادرات التوعوية أمر في غاية الأهمية". ويقول اللواء ممدوح عبدالقادر مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة للحماية المدنية الأسبق، إن كثرة الحرائق في بداية الصيف ترجع إلى عدة أسباب، منها أجهزة التكييف التي يتعود المواطنين على استخدامها بكثرة في ذلك التوقيت من العام، حيث يستخدمونها مباشرة بعد إغلاقها طوال فترة الشتاء دون عمل أي صيانة لها، فمن الممكن أن يوثر ذلك على التوصيلات الكهربائية، وهو سبب معتاد تحدث نتيجة له العديد من الحرائق، على حد قوله. ويضيف ممدوح: "التخزين الخاطئ يعد أيضا من الأسباب الرئيسية في حدوث الحرائق، خاصة في هذه الفترة من العام التي نعيش فيها وفي ظل وجود شهر رمضان واعتياد المحال التجارية تخزين كميات كبيرة من السلع المختلفة بصورة خاطئة، وذلك بتقريبها من مصادر الكهرباء في الحوائط والأسقف، كما أن استخدام الأسلاك المغشوشة والمواد غير المطابقة للمواصفات يعد أيضًا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الكثير من الحرائق". ويوضح "ممدوح" أن الأجهزة المعنية بهذا الأمر في وزارة الداخلية، والممثلة في الحماية المدنية، ترفع درجات الاستعداد في أوقات محددة من العام تحسبا لمثل هذه الحوادث، ومن هذه الأوقات بداية فصل الصيف وبداية ونهاية شهر رمضان، مضيفا: "إذا المواطن لم يهتم بأمن نفسه وأمن أسرته ومكان عمله لن تستطيع الدولة وحدها أن تواجه مثل هذه الحوادث، فلابد أن يكون المواطن حريص أولا على سلامته وعلى ممتلكاته". وحول حماية المؤسسات من الداخل يقول الدكتور مجدي صليب مدير المركز القومي لدراسات السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل، إن ذلك أمرا ضروريا، مشيرا إلى الباب الخامس من قانون العمل والخاص بالسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل، حيث يوجد به جميع الاشتراطات اللازمة لتأمين المنشأة، موضحا: "بالطبع تختلف هذه الاشتراطات باختلاف طبيعة العمل نفسه، فكل مهنة لها ظروفها والاشتراطات المناسبة لها، وهناك تفتيش دوري على هذه المنشآت من مكاتب السلامة والصحة المهنية في المديريات والمحافظات ومن المفترض أن يكون هناك جهاز للسلامة والصحة المهنية في كل منشأة وعندما يرصد تكرار أي حادثة من المفترض أن يجرى تحليل لهذه الحادثة ويبحث في طرق تلافيها".