في حوار سابق مع "الوطن" أكد الشيخ محمد محمود الطبلاوي، أنه أثناء إحدى زياراته للمملكة العربية السعودية، ولقائه بالملك الراحل خالد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، فوجئ بالملك يقابله بحفاوة بالغة، لافتا إلى أن سعادته كانت كبيرة بهذه الحفاوة، وزادت فرحته عندما قال له الملك عبارة لم ينسها الطبلاوي، إن "القرآن الكريم نزل فى الجزيرة العربية، وطبع فى إسطنبول، وقرئ فى مصر"، مؤكدا أن أفضل قراء القرآن الكريم في العالم القراء المصريون. وأشار الطبلاوي إلى أنه اعتاد في رمضان دائماً مثل كثير من الناس الإقدام على الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله بالصلاة والصوم وتقديم المساعدات للفقراء والمساكين والمحتاجين. وأضاف أن أكثر لحظة حزن عاشها، عندما تعرض لمكيدة، عندما كان يقرأ في أحد العزاءات ووُضع له سم في القهوة، إلا أن عناية الله أنقذته بأعجوبة، قائلا: كنت عاشقا لشرب القهوة، فطلبت إعداد فنجان قهوة مظبوطة، وكلما كنت أمد يدي لتناول فنجان القهوة، أجد أمرا يلهيني عنه، ولم أتمكن من ارتشافها، حتى انتهيت من قراءة الربع، ووجدتها بردت، فناديت على عامل الكهرباء، المشرف على إنارة السرادق، وقلت له اشربها، وبعد أن شربها بدقائق، سقط على الأرض قتيلا لأنها كانت قهوة مسمومة، بفعل مكيدة من المكائد التي كان يتعرض لها مشاهير القراء في ذلك الوقت. وعما كان يتبع مدرسة معينة في قراءة القرآن أكد الطبلاوي أنه له مدرسته الخاصة في القرآن الكريم، ومنذ نشأته كقارئ للقرآن الكريم في المناسبات، كان شديد الحرص على الاستقلال، والتميز بشخصيته وطريقته الخاصة، موضحا أن هذا النجاح لم يأته بين ليلة وضحاها، ولكن بالكفاح والعرق وبذل الجهد، حدد الهدف الذى تتوق إليه نفسه وهو الوصول إلى القمة فى مجال تلاوة القرآن الكريم، وتابع: قبلت القراءة في السهرة في شهر رمضان المبارك بثلاثة جنيهات فقط، ولكنها كانت كثيرة جداً بالنسبة لى. وتوفي الشيخ الطبلاوي، مع أذان المغرب أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز 86 عاما، بمنزله بمسقط رأسه بقرية صفت جدام مركز تلا بالمنوفية، وستشيع جنازته بعد صلاة الظهر اليوم أمام مقابر العائلة بالبساتين.
