فشل 9 مرات ونجح في العاشرة.. حكاية "الطبلاوي" مع الالتحاق بالإذاعة

رحلة عطاء ثرية مع القرآن لأكثر من 60 عاما، انتهت اليوم، برحيل الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب القراء، قبيل تناول وجبة الإفطار في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان الكريم، وفقا لتصريح محمد الساعاتي متحدث نقابة القراء.
ولد الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نقيب القراء بمصر، في 14 نوفمبر 1934 بحي ميت عقبة التابع لمحافظة الجيزة، وتعود أصوله إلى قرية صفط جدام التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، حيث خاض رحلة طويلة من العمل والاجتهاد جعلته من أهم قراء القرآن الكريم البارزين في تاريخ مصر والعالم الإسلامي.
الطبلاوي.. بدأ رحلته مع القرآن الكريم منذ الصغر، ليحفظه بينما كان يتعلم القراءة والكتابة ، وهو في الثانية عشرة من عمره، دعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة، واحتل بينهم مكانة مرموقة في الجيزة والقاهرة والقليوبية.
عقب ذلك النجاح، خاض الطبلاوي رحلة صعبة من أجل الالتحاق بإذاعة القرآن الكريم، فلم يكن الأمر سهلا على الإطلاق، فهو أكثر القراء تقدما للالتحاق بالإذاعة كقارىء، في عام 1975، حيث تقدم 9 مرات لاختبارات الإذاعة لم يكتب له فيها التوفيق، فأعاد الأمر مرارا وتكرارا دون ملل أو حزن، واستمر كذلك نحو 9 أعوام.
في عام 1980، تمكن أخيرا "أيوب المقرئين" من تحقيق حلمه في المرة العاشرة ليحصد إجماع لجنة اختبار القراء، وحصل على تقدير "الامتياز"، بعد إشادات بتلاوته وانتقاله من مقام موسيقي إلى مقام آخر بمهارة عالية.
وسرعان ما حقق نجاحا، حيث إنه بعد أول ربع ساعة من قراءته للقرآن عبر الإذاعة انتشر صوته واشتهر في مصر والأمة العربية والإسلامية، ليبدأ انطلاقة ومرحلة أخرى مهمة في حياته، كللت بالتكريم له في لبنان خلال احتفالية ليلة القدر برمضان.
وعقب ذلك بأعوام، ولصوته الرخيم المميز الذي يتسرب إلى القلب سريعا بآيات القرآن، تمت دعوته للقصر الملكي بالأردن لإحياء مأتم الملكة "زين الشرف" والدة الملك حسين، حيث أقيم العزاء الرسمي بقصر رغدان بعمان، إضافة لدعوة جون لاتسيس، أحد المشاهير باليونان ليتلو القرآن أمام جموع المسلمين لأول مرة في تاريخ البلاد، فضلا عن دعوة مسئولين إيطاليين عن طريق السفارة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بمدينة روما لأول مرة، أمام أعداد ضخمة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية بالعاصمة الإيطالية.
وتوفي فضيلة الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب القراء، أمس، أثناء إفطار اليوم الثاني عشر من رمضان، عن عمر ناهز 86 عاما، بعد رحلة عطاء ثرية قضاها في خدمة القرآن الكريم لأكثر من ستين عاما.
ونعت نقابة قراء ومحفظي القرآن الكريم بجمهورية مصر العربية، الطبلاوي، داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته، ووصف الشيخ محمد حشاد نائب النقيب وشيخ عموم المقارئ المصرية، وفاة الطبلاوي بأنها تعد خسارة كبيرة لدولة التلاوة المصرية.