ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، صلوات ما يعرف ب"الجمعة العظيمة"، والتى تمتد لمدة 11 ساعة دون توقف، وارتدي الشمامسة الزي الجنائزي مرددين الألحان الحزينة. وألقى البابا كلمة شرح خلالها الأحداث التي حدثت بها في هذا الوقت في زمن المسيح، قائلا: "أمس في خميس العهد السيد المسيح رتب كل الطقوس من غسل الأرجل و تأسيس الافخارستيا وتحدث مع تلاميذه ونجد هذه الأحداث في انجيل معلمنا يوحنا وقرب نهاية اليوم صلى الصلاة الوداعية وهذه الصلاة يسكب فيها نفسه سكيبا وبعد هذا تم القبض عليه ليلا وهذا أمر لا يجوز إنسانيا وتعرض لستة محاكمات ثلاث محاكمات دينية وثلاث مدنية وكان كل هذا ليلا". وأشار البابا إلى أن هذه المحاكمات كانت تظهر تلوث ضمير الإنسان. و"الجمعة العظيمة" أو "جمعة الآلام" أو "جمعة الصلبوت" وفقًا للعقيدة المسيحية، هو يوم صلب ودفن فيه المسيح، ويحيي الأقباط ذكرى هذا اليوم في منازلهم في ظل اجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا الذي دفع الكنائس لاغلاق أبوابها منعا للتجمعات. وترأس عدد من الأساقفة الصلوات في مقار مطرانياتهم أو الأديرة وجرى بثها عبر القنوات الفضائية المسيحية أو الصفحات الرسمية للكنيسة على مواقع التواصل الاجتماعي. وطبقا لما جاء في الأناجيل، شهد اليوم الأخير في حياة المسيح، تقديمه إلى المحاكمة، التي استمرت نحو 18 ساعة على مرحلتين وأمام سلطتين، وخلال 6 جلسات مختلفة، إذ خضع ل3 جلسات أمام محكمة دينية يهودية، و3 جلسات أخرى أمام محكمة سياسية رومانية، ليُحكم بجلد المسيح 39 جلدة، وموته صلبا، وكان ذلك في عهد الحاكم الروماني بيلاطس البنطي. وحسب الأناجيل خرج المسيح حاملا صليبه من دار الولاية، وهي قلعة أنطونيا بالقدس إلى تل الجلجثة، ولم يستطع أنّ يكمل الطريق بسبب الآلام التي ذاقها نتيجة الجلد بالسوط الثلاثي، وما استتبع ذلك من إهانات وتعذيب من قِبل الجند الرومان، كوضع تاج من شوك على رأسه، فسخّر له سمعان القيرواني لمساعدته على حمل الصليب. وفي الجلجثة، صُلب المسيح -حسب الاعتقاد المسيحي- مع لصين، ورفض أنّ يشرب خلا ممزوجا بمر لتخفيف الآلام التي يعانيها، في حين وضعت فوقه لافتة تتّهمه بوصفه "ملك اليهود"، واستمرّ نزاع المسيح على الصليب 3 ساعات، وفصّلت الأناجيل أحداثها، كالحديث مع اللصين المصلوبين معه، وحواره مع أمه ويوحنا الإنجيلي، واستهزاء المارة به، واقتسام الجند لثيابه، وأخيرا موت المسيح، الذي تزامن مع حوادث خارقة في الطبيعة، إذ أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل. وقبل بداية مساء الجمعة وهو بداية سبت اليهود، أنزل المسيح عن الصليب، بناءً على طلب يوسف الرامي، ودفن في قبر جديد في بستان الزيتون، وكان بعض النسوة اللاتي تبعنه حتى الصليب، ينظرن موقع دفنه أيضا، ليكنّ فجر الأحد أولى المبشرات بقيامته، حسب رواية العهد الجديد.