أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم، أن جزر "مارشال" تسعى إلى ملاحقة 9 قوى نووية من بينها الولاياتالمتحدة، أمام أعلى هيئة قضائية في الأممالمتحدة، بتهمة عدم التخلي عن "السباق" إلى السلاح الذري. وقدمت "جزر مارشال"- الدولة الصغيرة في المحيط الهادئ التي كانت مسرحا لتجارب نووية كثيرة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي- أمس إلى المحكمة الجنائية الدولية طلبات تمهيدية للمقاضاة بحق 9 دول مختلفة. وتتهم جزر مارشال الصين وكوريا الشمالية وفرنسا والهند وإسرائيل وباكستان وروسيا والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة، بعدم تنفيذ التزاماتها المتعلقة بوقف السباق إلى الأسلحة النووية في موعد قريب وبنزع الأسلحة النووية. واشارت المحكمة الجنائية الدولية، إلى أنها لم تقبل إلا الشكاوى بحق المملكة المتحدة وباكستان والهند؛ لأنها قبلت في الماضي ب"الصلاحية الإلزامية" للمحكمة. وبالتالي لن تنظر المحكمة في الشكاوى بحق الدول الأخرى، إلا أنها أعطت حكوماتها الضوء الأخضر لذلك، وهذا أمر صعب التحقق. وأعلنت حكومة جزر مارشال- في الوثيقة التي قدمتها إلى المحكمة- أن جزر مارشال مدركة بشكل خاص للعواقب الخطرة الناجمة عن الأسلحة النووية. واعتبرت الجزر، أن الدول الموقعة على اتفاقية 1968 لحظر الانتشار النووي لا تحترم التزاماتها، وفي ما يتعلق بكوريا الشمالية وإسرائيل وباكستان والهند التي لم توقع هذه الاتفاقية، تعتبر جزر مارشال أنها لا تحترم القانون الدولي العرفي المشتق عن الاتفاقية. وتريد جزر مارشال من الدول ال9 المعنية اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية للإيفاء بما اعتبرته واجباتها بموجب الاتفاقية والقانون الدولي العرفي. وجزر مارشال التي تضم 55 ألف نسمة في غرب المحيط الهادئ شكلت موقعا ل67 تجربة نووية أمريكية بين 1946 و1958 في جزيرتين مرجانيتين هما بيكيني وإينيويتاك. وأحيت جزر مارشال في مارس الذكرى ال60 لتفجير "كاسل برافو" على جزيرة بيكيني- 1مارس 1954- وهي التجربة النووية الأمريكية الأكثر قوة على الإطلاق والتي تعتبر أقوى ب"ألف" مرة من القنبلة الذرية التي ألقيت فوق هيروشيما. وتسبب التفجير ب"إشعاعات" أثرت على سكان جزر مارشال وبمقتل حوالى 15 صيادا يابانيا كانوا قرب المنطقة، وسبق أن سددت واشنطن أكثر من 500 مليون دولار كتعويضات لسكان هذه الجزر، الذين عانى بعضهم من مشاكل صحية واضطروا إلى مغادرة مسقط رأسهم، لكن الأرخبيل يطالب بملياري دولار اضافية.