المرشحون لرئاسة مصر 2014، أول من يجلسون على أريكة الطبيب النفسي "الشازلونج"، للتأكد من معالم شخصياتهم، ويتعرضون إلى نوعين من الاختبارات، أولها الفحص النفسي الإكلنيكي، واختبارات أخرى للكشف عن سمات شخصية كل مرشح، ويكون إمضاء لجنة الكشف الطبي النفسي، بين كلمتين حاسمتين، يحددان طريق المرشح إلى كرسي الحكم "لائق" أو "غير لائق". الدكتورة منال زكريا، أستاذ الطب النفسي، قالت إن الاختبارات النفسية لمرشحي الرئاسة، أصبحت ضرورة، بعد ما رأيناه من الرئيس المعزول محمد مرسي من تصرفات تؤكد عدم اتزانه نفسيا، فأصبحنا بحاجة إلى شخصية إيجابية، يشترط فيها "القدرة على اتخاذ القرارات وصناعته، وأن يتميز بالاتزان النفسي والثبات الانفعالي"، وتؤكد "زكريا" أنه في حالة خضوع أي مرشح في سباق الرئاسة القادم للاختبارات النفسية، يجب أن يكون هناك كشف على قواه العقلية أولا، ثم الكشف عن الجوانب النفسية. شخصيتان على الساحة السياسية الآن، هما المرشحان الرسميان للرئاسة "عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي"، بدءا في تجهيز أوراقهم، وجمع التوكيلات لاستيفلء شروط ترشحهما، ومن بين هذه الأوراق ورقة بتوقيع لجنة من أساتذة الطب النفسي، وهنا تختبر "الوطن" مع الدكتورة منال زكريا المرشحين الرسميين للرئاسة. عبد الفتاح السيسي تقول الدكتورة منال زكريا، عن شخصية عبد الفتاح السيسي، بأنها بها العديد من الجوانب الإيجابية، التي تؤهلها لاجتياز الاختبار، ولكن فيها أيضا من الجوانب السلبية، التي لا تتفق مع الشخصية المصرية. من الناحية العقلية، تقول "زكريا": "السيسي متزن عقليا، ولديه القدرة على صناعة القرار، فهو قائد عسكري، وكان على رأس الجيش المصري، لذلك فهو منضبط وحازم، ولديه من المؤهلات التي تؤهله لحسم الأمور، ووضعها في نصابها، فلديه صرامة وقوة وشجاعة وقدرة على مواجهة المخاطر. أما الجانب النفسي في شخصيته، فهو هادئ الطباع وغير مندفع في قراراته، ويمتلك الحماسة والنشاط، ولكن هناك جوانب سلبية في شخصيته، فهو طول الوقت يخاطب العاطفة والمشاعر، في وقت يحتاج فيه أن يكون أكثر واقعية ويخاطب عقل المواطن، ويتعامل مع هموم الشعب بموضوعية، ورغم تواصله مع الناس بالعاطفة، فهو يحاول الابتعاد عنهم، حتى لا يعرفوا ملامح شخصيته جيدا، ولذلك فهو مطالب بالتواصل مع المواطنين بالعين: "فلابد من خلع النظارة السوداء، وأن يتحكم في لغة جسده بطريقة أفضل". نتيجة الاختبار النفسي ل"السيسي"، كما تقول "زكريا" جيدة فهو يستطيع اجتياز هذا النوع من الاختبارات، لكن "لغته عاطفية" أكثر من اللازم، وإزالة الغموض عن شخصيته بعض الشيء أمر مطلوب. حمدين صباحي شخصية مؤسس التيار الشعبي، تتميز بالبساطة، فهو مصري أصيل، كما تقول الدكتورة منال زكريا، ولكنها شخصية لها ما لها وعليها ما عليها، خاصة في الجوانب النفسية. الجانب العقلي ل"صباحي" يبرز اتزانه العقلي، فهو شخص متسق مع أفعاله وتصرفاته، ومسؤول عنها، ومن الأشخاص القادرين على صناعة القرار. أما عن السمات الشخصية، فهو شخصية انفعالاتها حاضرة، لكنه متمركز حول ذاته، ولا يرى من حوله، ويرى نفسه الأفضل طوال الوقت، وأيضا من الشخصيات التي ترمي الأحكام الجزافية دون أدلة، ودائما ما يلقي بالاتهامات بدون أدلة، ولابد أن يكون حاضرا بقرارته بشكل واقعي، ولا يتحدث بمثالية زائدة، فهو يحتاج إلى أن ينظر لنفسه جيدا، ويعيد تقييم قراراته، إلا أنه في نفس الوقت من الشخصيات الهادئة، ولديه ثبات انفعالي، وقادر على اجتياز الاختبار النفسي، ولكن لأنه لم يتول منصب رسمي من قبل، فلا أحد يستطيع التكهن كيف سيكون وضعه إذا تعرض لضغوط كبيرة.