تمحورت الجلسة الرابعة والأخيرة من مؤتمر الأمن الوطني والإقليمي لدول مجلس التعاون المنعقد في البحرين حول الأمن المائي كمطلب استراتيجي وطني. تحدث في هذا المحور كل من الدكتور عبدالعزيز طرباق مدير الاستراتيجية الموحدة للمياه في دول مجلس التعاون الخليجي، والدكتور محمد الراشد المدير التنفيذي لمركز أبحاث المياه بمعهد الكويت للأبحاث العلمية. ودعا الدكتور عبدالعزيز الطرباق مدير الاستراتيجية الموحّدة للمياه في دول مجلس التعاون الخليجي، خلال كلمته بالمؤتمر الذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، إلى ضرورة الإسراع في انجاز الاستراتيجية الموحدة لدول الخليج واستكمال إجراءات الربط المائي ورفع مستوى الاستثمارات المطلوبة في البحث والتطوير في مجال تقنيات الموارد غير التقليدية، وتعزيز التكامل بين دول الخليج والعالمين العربي والإسلامي في قضية الأمن الغذائي لتعزيز الأمن المائي. من جهته، قال الدكتور محمد فهد الراشد المدير التنفيذي لمركز أبحاث المياه بمعهد الكويت للأبحاث العملية أن الدول التي تكبدت عناء تطبيق استراتيجيات الأمن المائي خلال القرن الماضي تعتبر حاليا من الدول الغنية وخصوصا بمصادرها المائية. بينما ستواجه الدول التي لم تطبق هذه الاستراتيجيات حتى الآن تحديات جمة كلما تأخرت في اتخاذ قرار وضع استراتيجية أمنها المائي وآليات تطبيقها لهذه الإستراتيجية، مطالبا دول مجلس التعاون الخليجي بصياغة استراتيجية شاملة وموحدة تكون مدروسة وبعيدة الأمد لتحقيق الأمن المائي وتعزيزه فى السنوات المقبلة. وأشار "الراشد" إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تشترك بشكل عام بخصائصها المائية، بالإضافة إلى الخصائص الأخرى المشتركة، مما يسهل اتباع استراتيجية موحدة للأمن المائي. وطرح الراشد خارطة طريق لتحقيق الامن المائي الخليجي وتعزيز مكوناته وذلك من خلال توحيد الإطار العام للسياسات والقوانين المائية لدول مجلس التعاون عبر نظم تسعير المياه والمواصفات وغيرها، وتقييم التقنيات المستخدمة ومصادر الطاقة المستخدمة لتحلية ومعالجة المياه في دول المجلس، وإعداد استراتيجية لتحقيق الأمن المائي من قبل مختصين في شئون المياه، فضلا عن تكوين مخزون استراتيجي كاف وآمن من المياه العذبة باستخدام أحدث تقنيات الشحن الاصطناعي.