مرور المدرعات وسيارت الشرطة لا ينقطع من الشوارع الرئيسية لمدينة العريش ليلاً ونهاراً، الكمائن الثابتة فى مداخل ومخارج المدينة تعمل فى حالة استنفار قصوى.. فى أحد الكمائن المتحركة قضت «الوطن» ساعات من الليل بقرب نادى ضباط الشرطة بمدينة العريش، سيارات تقبل فى حذر على الكمين، يسرع قائد السيارة بتشغيل إشارة الانتظار وفتح الإضاءة الداخلية حتى يسهل إجراء التفتيش ويكسر حاجز الشك بين قوات الشرطة وبينه، ثم ينتشر عدد من الضباط وأمناء الشرطة والمجندين الذين يرتدون أقنعة سوداء أثناء فحص السيارات وتفتيشها بطريقة دقيقة، ويتفحصون البطاقة الشخصية لقائد السيارة أو أحد المشكوك فيهم من ركاب الملاكى أو سيارات الأجرة، ثم يضع الضابط جهاز «لاب توب» على «كبُّوت» سيارة الشرطة المصفحة ويبدأ فى فحص أسماء من يجرى تفتيشهم للتأكد من عدم وجود مطلوبين لأحكام أو لجرائم بين المارة.. وعلى بعد أمتار تقف سيارة تعج بالمقبوض عليهم على خلفية أحكام قضائية عليهم تنفيذها، وسيارات أخرى تقف على جانبى الطرق للتفتيش، فيما يستقر عدد من سيارات الشرطة منها مدرعات «الجورخا والقادر والفهد» بجانب سيارتين للشرطة. يقف اللواء ياسر حافظ، مساعد مدير أمن شمال سيناء للمنطقة المركزية، يعطى تعليماته بحسن التعامل مع المواطنين، ويقول ل«الوطن»: «هناك بعض المناطق الجغرافية فى نطاق مدينة العريش تنصب فيها كمائن مفاجئة خلال ساعات العمل، وهذه المناطق فى الغالب تكون مسلكاً لبعض المخالفين والخارجين عن القانون. ومراعاة سلامة القوة الموجودة وتأمين الحركة ومنع حدوث أى هجوم إرهابى شرط أساسى فى نصب الكمين»، مشيراً إلى تعرض كمين لهجوم بقذيفة «آر بى جى» فى يوم الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، معلقاً: «الحمد لله ربنا ستر، وارتكازنا لا يطول فى المكان حتى لا نكون عرضة للهجمات، ونغير نقاط ارتكازنا بصورة دائمة فى مناطق لا يعلمها سوى قائد الكمين». يشير مساعد مدير أمن شمال سيناء إلى أن متوسط الأعداد التى يلقى القبض عليها خلال اليوم الواحد يبلغ نحو 40 شخصاً مطلوباً للعدالة، لافتاً إلى مراعاة سلامة المقبوض عليهم من المواطنين وحسن معاملتهم مع التحفظ عليهم فى أماكن آدمية وتوفير حاجاتهم. ويضيف اللواء ياسر حافظ، الذى يخدم فى محافظة شمال سيناء منذ 30 سنة، أن رجال الشرطة المقيمين فى مدينة العريش تترصدهم الجماعات الإرهابية وتعرف أماكن معيشة أسرهم. ملف على جهاز اللاب توب يضم أسماء كافة مواطنى شمال سيناء فقط، ومدوناً أمام كلٍّ إن كان مطلوباً للعدالة وعدد السنوات المحكوم عليه فيها، ونوع القضايا وتاريخها.. يقول النقيب أحمد الأرميل، الذى يبحث فى الجهاز عن المطلوبين، إنه فى حال انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت يتعذر على الضباط فتح شبكة الأمن العام للبحث عن المطلوبين، لذلك تم تجميع أسماء المطلوبين على ذمة قضايا والمحكوم عليهم من شمال سيناء فى ملف إلكترونى، ما يفيد فى البحث عن المشتبه بهم بدون وجود إنترنت. ينتهى وقت ارتكاز الكمين، ويعطى اللواء ياسر حافظ، مساعد مدير أمن شمال سيناء، تعليماته بالتحرك لنصب الكمين فى مكان آخر، بعد أن تم التحفظ على 7 من المطلوبين لتنفيذ أحكام بالحبس. أخبار متعلقة «الوطن» تخترق مناطق الإرهاب فى سيناء إذا مشيت فى الشوارع بعد الرابعة عصراً.. فقد تتعرض ل«رصاصة قاتلة» «زويد ورفح».. أهلاً بكم فى مدن «الأشباح» الطريق إلى العريش.. مأساة الانتظار الطويل أمام «المعدية» ناشطون سياسيون: الحملات الأمنية «العنيفة» تؤدى لتعاطف الأهالى مع التكفيريين مسعفون على خط النار.. حصار دائم بين رصاص قوات الأمن والإرهابيين تجار الأنفاق والمهربون: نعيش على «تحويشة العمر»