إلى متى يطل علينا السادة النخبة والأدباء والنشطاء، ويرهبوننا ويخيفوننا ويحاولون فرض رأيهم، ويصرون إصرارًا على دفع المصريين للعمل بنصائحهم، وأحيانًا أوامرهم وكأن المصريين موعودين بالوصاية على تصرفاتهم، ويتوعدوننا إذا لم ننصاع لهم ولنصائحهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، وأن رؤيتهم الثاقبة هي الأجدر بالتنفيذ، وأن المجتمع سوف ينهار، ويأخذ البلاد والعباد إلى دمار، والاقتصاد المصري لايمكن أن يتحمل أخطاء أخرى، وأن تلك هي الفرصة الأخيرة وينظرون دائمًا لنا نظرة التعالي التي سئمنا منها ومنهم. ما هي الديمقراطية من وجهة نظرهم، الديمقراطية هي حكم الشعب.. الشعب، وأكررالشعب.. أم أن السؤال الأهم هو هل تريدون أن تكون الديمقراطية شكلًا أم مضمون؟ أن نمارس الديمقراطية بلا دولة أم أن يكون هناك دولة بلا ديمقراطية ؟.. الأهم من الذي يمارس الديمقراطية؟ فيظهر علينا السادة المثقفين ويرعبونا بكتبهم، ويقولون لنا أننا نصنع ديكتاتورًا، طالما أن الشعب هو الذي يصنع الديكتاتور، فلما الخوف؟ أليست الديمقراطية هي حكم الشعب؟ لقد قلتم كلمتكم من قبل، وقد استجاب لكم الشعب، وها هو الشعب هو الذي حصد النتائج، أما أنتم ففي رغد تنعمون وبالكلمات تتاجرون، وبمستقبل أبنائنا تلعبون، لقد وقفتم في الفندق الشهير توجهون الناس، وتطالبوهم بل وتأمروهم بأن ينتخبوا مرسي و جماعته، وأنه الاختيار الآمن، وأنهم شركاء ميدان، وتاجرتم ومازلتم تتاجرون بدماء من مات واستشهد من أجل فكرة، من أجل وطن. فهل ماتوا من أجل ضياع الوطن أم من أجل بقائه؟ ألم يدعموا بل ويطالبوا بالإفراج عن منتهكي القوانين؟ ثم يقولون نريد دولة القانون!. ألم يطالبوا بحماية المعتصمين في رابعة والنهضة، وعدم فض الاعتصام، ثم يتكلمون عن الدولة الضعيفة والحكم الضعيف، إن من المحير أن المدعين يجدون من يدعمهم من المغيبين. نعم نصنع ديكتاتورًا ليحفظ دولة، خير من حاكم حرًا وشعبًا حرًا بلا دولة، نحن نختار بين الفوضى والعنف والأمان، والاستقرار، نحن نختار وهم يحاولوا أن يقنعونا بالعكس، من خلال صناعة الفوضى ودعم الفوضويين. كأننا جميعا لا نفهم، وهم العلماء فلتترشح أمامه ونرى أيكم يرحب به، العامة والغوغاء، فلتترشح أمام هذا الديكتاتور وترى كم من المصريين سوف ينتخبك، كم من المصريين سوف يحترمك؟ أم أنك سوف تصفنا كما وصفكم الآخرين.. ألم يصفكم أحدكم بال..، وكنتم تدعمونه وهو يسبكم من ظهوركم!، ألم تجعلون منه صنم لا يمس وهو يحتقركم. إن الشعب المصري لم يعد يحترمكم، لم يعد يسمعكم، لم يعد يريد وصاية منكم، لن يستمر خلفكم لقد انفض عنكم، وأقول لكم نعم.. سنصنع ديكتاتورًا نحبه نحترمه ونثق به.