جميع قارات العالم لم تسلم من فيروس كورونا المستجد، ولا تزال أعداد حالات الإصابة تتزايد، وأبلغت السلطات في 118 دولة ومنطقة عن أكثر من 128 ألف حالة إصابة بالفيروس في جميع أنحاء العالم، منذ أن أعلنت الصين عن أولى حالات الإصابة لديها، وآخر تلك القارات كانت قارة أفريقيا. توجهت أنظار الوباء القاتل مؤخرًا نحو القارة السمراء، بعد أن تفشى تفشى في أغلب أنحاء العالم، وقالت عنه منظمة الصحة العالمية إنه جائحة، بعدما اجتاح قارات العالم، وأصبح ضيفًا ثقيلًا أينما حل، حتى وصل بالأمس، إلى تنزانيا. وأعلنت تنزانيا، الخميس، عن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في البلاد، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز" الإخبارية، دون التطرق لتفاصيل أخرى. قبل تنزانيا ظهرت كورونا في عدة دول أفريقية، منها الكاميرون ونيجيريا والمغرب والجزائر وتونس، وأثيوبيا، وبوكينا فاسو والسنغال وساحل العاج وغانا ورواندا. كما وصلت كورونا لعدة بلدان أفريقيا أخرى، منها مويتانيا والكونغو والسودان وتوجو وجنوب أفريقيا ونامبيا، وهو ما طرح سؤالًا حول أسباب غزو كورونا لأفريقيا، بعد أن كان الوضع فى القارة السمراء يبدو هادئًا نسبيًا. أستاذ فيروسات: طبيعة أفريقيا ومستوى وعي شعوبها يسرع من انتشار كورونا انتشار فيروس كورونا مؤخرًا في قارة أفريقيا يعود إلى 3 أسباب رئيسية، وفقًا لما قال الدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات، لافتًا إلى أن أولها هي الرطوبة العالية، فضلًا عن الطبيعية البيئية للمكان، والتي تملأها الأمطار الغزيرة، والمساحات الخضراء على نطاق واسع. وأضاف "عصمت" ل"الوطن"، أن وعي المواطنين بمدى خطورة الأزمة، وقدرتهم على وقاية أنفسهم من الفيروسات، هو أمر رئيسي لا يعبأ له كثيرا أغلب شعوب أفريقيا البسيطة، وهو ما يعد ثاني الأسباب لانتشار كورونا سريعًا هناك، بالإضافة إلى مناخ بعض بلادها الذي قد يساعد على نمو فيروسات معينة، لا توجد سوى في القارة السمراء. كما أوضح أستاذ الفيروسات، إلى أن ثالث الأسباب هو أن هناك عوامل تؤثر بشدة في مدى انتشار الفيروسات، من ضمنها حضارة البلد ومستوى تعليمها وثقافتها، وهو ما يتوافر بشكل متواضع لدى السواد الأعظم من دول أفريقيا، ما يجعلها بيئة خصبة لاحتضان كورونا، الأمر الذي قد يتسبب في اتساع رقعة الوباء في الأيام المقبلة.
