بمناسبة الاحتفال بيوم المسرح المصري، 5 سبتمبر، والذي يواكب الذكرى السابعة لشهداء حريق مسرح بني سويف، وتحت شعار "الشهداء أكرم منا جميعا"، حضر د. محمد صابر عرب، وزير الثقافة، ووزيرا الثقافة السابقين، د. شاكر عبد الحميد ود. عماد أبو غازي، حفل إحياء ذكرى شهداء ومصابي حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف، بمركز الهناجر، بحضور د. مصطفى الفقي والعديد من الفنانين والفنانات، منهم أشرف عبد الغفور وسامح الصريطي ممثلا عن نقابة المهن التمثيلية، وعزة لبيب وسامح يسري والمخرج ماهر سليم والكاتب إبراهيم عبد المجيد ومها عفت، ولفيف من أُسر شهداء ومصابي مسرح بني سويف. قام بتقديم الحفل الفنان خالد صالح، وأخرجه أحمد السيد، وشارك في التنظيم والتنسيق جميع المسرحيين من الجهات الحكومية والمستقلة والحرة والأهلية، وهم لجنة أسر شهداء ومصابي مسرح بني سويف، والبيت الفني للمسرح، وقصور الثقافة، ونقابة المهن التمثيلية، وأكاديمية الفنون، ومركز الهناجر، وائتلاف فناني الثورة، وحركة دفاع "إنقاذ مسرح الثقافة الجماهيرية"، وجماعة 5 سبتمبر، وحركة نقاد الثورة مستمرة، وائتلاف الثقافة المستقلة، وائتلاف المسرحيين السكندريين، ونقابة فناني الأقاليم، وجماعة أدباء وفنانين من أجل التغيير. بدأ الاحتفال بوقفة صامتة بالشموع أمام مسرح الهناجر، على أرواح ضحايا حريق بني سويف، وهي الحادثة التي وقعت عام 2005 وراح ضحيتها أكثر من خمسين فنانا وناقدا وصحفيا، كما تضمن الاحتفال الوقوف لدقيقة حدادا على أرواح الشهداء. وقرر وزير الثقافة إطلاق أسماء شهداء حريق بني سويف على الأماكن الثقافية وقاعات ومسارح قصور الثقافة والأوبرا، لكي تظل محفورة في ضمير الوطن، واستكمال علاج المصابين واختيار أفضل الحلول في حدود إمكانيات الوزارة، مؤكدا أنه لن يتأخر في أي طلب يستطيع أن يقدمه لأسر الشهداء والفنانين، الذين قد يعانوا مشاكل مرضية إثر هذه الكارثة، مضيفا "إن دور وزارة الثقافة في الفترة المقبلة هو توفير التأمين والحماية والمتابعة وتقدير المخاطر". وفيما يتعلق بفتح ملفات الكارثة في شقها القانوني، قال الوزير إن من لديه أوراق أو معلومات جديدة فليقدمها إلى النيابة، واصفا ما حدث منذ سنوات بأنه شيئ خطير وقمة العبث والتخلف والتراجع، وطالب النقاد والمخرجين والممثلين بدعم النهوض بالمسرح والفن المصري، مشيرا إلى أن مصر لن تتقدم إلا بالوعي والمعرفة، والمسرح المصري هو أحد الدعامات الأساسية، ليس في الجانب الفكري والفني والثقافي فقط، وإنما في الجانب الاجتماعي والسياسي أيضا، مضيفا: "فالفن والثقافة هما روح هذا الوطن، فإذا فقدنا شيئا من فننا وثقافتنا فقدنا شيئا من روحنا، وفقدان الفن والثقافة يحول مصر إلى جسد ميت بلا روح، ولن يكون لنا مستقبل حضاري أو إنساني بدون الفن والثقافة، وسنوظف كل إمكانياتنا للنهوض بالمسرح"، مشددا على أن الوزارة تريد أن تُعيد للمسرح بهجته، بدءا من إدارات ومؤسسات الدولة والجهات المعنية في وزارة الثقافة وقطاعاتها، ف"المسرح المغلق بمثابة جريمة في حق هذا الوطن، وعار علينا أن يظل المسرح مغلقا". وفي نهاية كلمته تقدم بخالص التعازي لهذه النخبة المتميزة التي استشهدت نتيجة للفشل والجهل وافتقاد الوعي، مؤكدا أنها ستظل في قلوبنا وضميرنا وعقولنا، كما تقدم بالشكر لكل الفنانين الذين عاشوا هذه التجربة وظلوا يورثونها ويحملونها عاما بعد الآخر لمدة سبع سنوات، مشيرا إلى أنها تجربة لن تمحى من الذاكرة الوطنية، ليس من ذاكرة الفنانين والمبدعين والجماعة الثقافية والفنية، وإنما من الضمير الجمعي.