أثار فيلم «حلاوة روح»، عقب عرضه، عاصفة من الانتقادات بين صفوف النقاد، الذين اعتبروا أن الفيلم ضعيف من الناحية الفنية ولا يهدف سوى لتقديم الإثارة، واستغلال شعبية هيفاء وهبى وجمالها، فضلاً عن اتهام البعض له بالاقتباس من الفيلم الإيطالى الشهير «ميلينا». فى البداية يتحدث الناقد مجدى الطيب قائلاً: «أولاً كل ما كُتب عن الفيلم قبل طرحه فى الصالات كان مغايراً للواقع بشكل كبير، بداية من الصور التى طُرحت والتى لم يكن لها أى علاقة بالفيلم، وكذلك القصة التى كانت تُروى، وكانت بعيدة عن الأحداث الحقيقية له، فالفيلم يبدأ بتمثيلية غواية رسمها المخرج سامح عبدالعزيز بطريقة مثيرة، وتصور المرأة بأنها قادرة على الغواية وبها مواصفات الأنثى اللعوب، ولكن بمجرد بداية الفيلم نكتشف أننا بصدد وهم كبير، حيث الشخصيات الأحادية الجانب، وحيث الدراما العرضية التى لا تسير خطوة للأمام، والأحداث كلها تدور حول طلعت جاجوار الذى يسيل لعابه على المرأة التى تركها زوجها وسافر للكويت، فيدفع عرفة القواد إلى محاولة جذب المرأة، التى يقدمها الفيلم كأنها امرأة أسطورية تفتن الرجال، وهذا هو المحور الوحيد فى الفيلم، الذى يسير بالعرض ولا يتقدم خطوة واحدة للأمام، ويحاول الفيلم فى النهاية أن يقدم لنا رسالة ثورية بالقول إن هؤلاء الأطفال من الممكن أن يقودوا ثورة، ثم ينتهى الأمر بأن يصبح مجتمعاً كسيحاً مريضاً، ومستقبله محفوف بالمخاطر وغامض للغاية». وعن أداء الممثلين يقول «الطيب»: «لا أبالغ حين أقول إن الفيلم ليس فيه ممثل واحد مقنع، أو تستطيع التعاطف معه، باستثناء الطفل كريم الأبنودى، الذى نراه لأول مرة، وبالتالى تكون التجربة بالنسبة له ناجحة إلى حد بعيد، تليه هيفاء وهبى التى حاولت أن تقدم جهداً ما، ولكن الشخصية والسيناريو لم يخدماها على الإطلاق، وفيما عدا ذلك فكل الممثلين بلا استثناء لا تستطيع أن تقف أمامهم لحظة». ويرى الناقد طارق الشناوى أن الفيلم متواضع فنياً إلى حد كبير، حيث يقول: «الفيلم كأنه مصنوع للطفل كريم الأبنودى، وليس لهيفاء وهبى، والمخرج سامح عبدالعزيز لا يعنيه شىء سوى استغلال أنوثة هيفاء، ولكن فى الحقيقة لا يمكن للمشاهد أن يصمد طويلاً وهو يشاهد كل هذه السذاجة فى الأداء التمثيلى أو فى القصة، فعندما يعجز خيال المخرج أو الكاتب عن اكتشاف أى مساحات درامية لوجود هيفاء، يلجأ إلى الأحلام، وهو يذكرنا بما حدث فى فيلم (دكان شحاتة) عندما قدمت مشهداً بدا وكأنه فيديو كليب، ودارت أحداثه كلها فى الحلم، وفى (حلاوة روح) العديد من الأحلام، وأنا أعتبر الفيلم خطوة للخلف وتراجعاً عن فيلمها الأول (دكان شحاتة)، على مستوى الأداء التمثيلى، فمثلاً كان هناك مشهد يتم اغتصابها فيه، وبعد انتهائه نراها بالماكياج الكامل، وكأن شيئاً لم يكن». وعن باقى الممثلين يرى طارق الشناوى أنه لم يشكل الفيلم أو مساحات الأدوار لهم أى إضافة تذكر، لا على مستوى الكتابة ولا الأداء. وأخيراً يتحدث الناقد رامى عبدالرازق قائلاً: أرى أن الفيلم هو نموذج لفيلم «البورنو» المصرى، ف«البورنو» فى الأساس قائم على الإثارة، وهذا الفيلم بكل ما فيه يسعى للإثارة، دون أى التفات لا للفكرة ولا للبناء الدرامى ولا للشخصيات، هو موجه بشكل أساسى لفكرة الإثارة، فكل ما فعله هو البحث عن فيلم يقتبس منه هذا الجانب وهو فيلم «ميلينا»، ولكن فى الفيلم الإيطالى الإثارة لديها ما يبررها، ولديها وجود يتجاوز فكرة الدراما إلى طرح سياسى وفلسفى وطبيعة المجتمع الذى ظهر فيه الفيلم، ولكن ما فعله صُناع «حلاوة روح» هو استبعاد كل هذا، ولم يبقوا إلا على الفكرة التى تناسب توجههم وهى الإثارة، من خلال الأحلام الشهوانية للفتى الصغير بالمرأة، وتلصصه عليها، وأيضاً طبيعة الملابس التى ترتديها، والتى لا تناسب المكان ولا البيئة ولا المستوى الاجتماعى والمادى، أيضاً لم يعد يظهر فى السيناريو القدرة على السيطرة على الشخصية نفسها، فلم نعرف هل تعانى المرأة الشعور بالوحدة والكبت بسبب سفر زوجها، أم أنها مجرد قطعة من اللحم يسعى وراءها الكلاب. ويضيف «عبدالرازق»: «أيضاً الحارة التى تدور فيها أحداث الفيلم، والتى حرص صناعه على أن يكون كل نسائها عاهرات، وكل رجالها يعلمون بهذا الأمر، أين يوجد هذا المكان؟ ولماذا لا يوجد بشر أسوياء فى الفيلم، الأمر كله فى الفيلم يتحول إلى صراع فاتر يمكن حله بأن تترك هذه المرأة الحارة فقط إذا كانت ترغب فى الإبقاء على شرفها». وعن أداء «هيفاء» فى الفيلم، قال رامى عبدالرازق: «هيفاء وهبى وجه مصمت تماماً، هذه المؤدية لا تصلح للتمثيل من قريب أو بعيد، فلا توجد أى تعبيرات أو مشاعر تظهر على وجهها على الإطلاق أو فى عينيها، هى لا تملك إلا تعبيراً واحداً ونظرة واحدة فقط، ولا تملك صوتاً فنياً قادراً على التلون والأداء ونقل الأداء والانفعالات، فهى قادرة على التعبير بجسدها أكثر من وجهها، وهذا ما يدركه المخرج فيتعمد استعراض أجزاء من جسدها فى حركاتها وجلساتها، وهو توجه أفلام (البورنو) فى الأساس، وهو نوع فنى معترف به فى السينما العالمية رغم كونه متدنياً، وإذا اعترف صناع الفيلم بأنهم يسعون لتقديم هذا النوع فأنا أحترمهم على الأقل لصدقهم مع أنفسهم، بدلاً من أن يحاولوا إيهامنا بأنهم يقدمون ملحمة شعبية أو درامية».