أدهشت السيدة الأولى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ميشيل أوباما، الجميع بخطاب سياسى بارع مغلف بطابع إنسانى مدروس، فى اليوم الأول من مؤتمر الحزب الديمقراطى الذى بدأ مساء أول من أمس فى شارلوت بولاية كارولينا الشمالية، لترشيح باراك أوباما لخوض الانتخابات الرئاسية أمام مرشح الحزب الجمهورى ميت رومنى. وبحرفية عالية، تمكنت المحامية ميشيل، خريجة جامعة هارفارد العريقة، من الدفاع عن زوجها بكل جرأة، وإبراز مساوئ خصمه الجمهورى ميت رومنى دون أن تذكر اسمه ولو مرة. وقالت ميشيل: «لمست عن قرب ماذا يعنى أن يكون الشخص رئيسا.. يتلقى النصح من كل أنواع الناس لكن فى النهاية حين يجب اتخاذ قرار كل ما يمكن أن يوجهك هو قيمك ورؤيتك وخبرات حياتك». وبتلميح مقصود، قالت ميشيل إنها وزوجها ينحدران من أسرتين متواضعتين، على عكس رومنى رجل الأعمال شديد الثراء، وتابعت أن «باراك يعلم ماذا يعنى أن تكون عائلة تواجه صعوبات، لذا فهو يريد أن يحصل كل فرد فى هذه البلاد على نفس الفرصة، بغض النظر عمن نحن أو من أين أتينا أو ما انتماؤنا». وأكدت السيدة الأولى أن النجاح بالنسبة لزوجها: «لا يقاس بمبالغ المال التى نكسبها وإنما بالفارق الذى نحدثه فى حياة آخرين». ولم تغفل ميشيل الجانب العاطفى فى خطابها، قائلة إنها تحب زوجها أكثر مما كانت تحبه قبل أربع سنوات، وحتى أكثر مما فعلت خلال السنوات ال23 الماضية. ونشر البيت الأبيض صورة لأوباما وابنتيه وهم يتابعون خطاب ميشيل على التليفزيون من المقر الرئاسى فى واشنطن. واتفقت جميع الصحف الأمريكية على قراءتها لخطاب ميشيل حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن: «الديمقراطيين أمضوا الساعات الأولى من مؤتمرهم يفصلون فى لائحة اتهامات سياسية لمنافسهم الجمهورى ميت رومنى، وانتقدوا كونه بعيدا كل البعد عن الطبقة الوسطى وأنه ينوى العودة بالبلاد إلى السياسات التى تسببت فى المشاكل الاقتصادية». فيما رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الهجوم الأكثر تدميراً على رومنى فى مؤتمر الديمقراطيين جاء من السيدة ميشيل التى لم تذكر رومنى بالاسم ولم تقل أى شىء عنه، لكنها قامت بتدميره بشكل ضمنى، وما قالته بشكل صريح إن زوجها يقدر كثيراً المكافحين، ولم تحتج أن تقول إن رومنى لا يفعل ذلك، على حد قول الصحيفة، وتابعت: «الخطاب بالكامل ليس له علاقة بالسياسة فى الظاهر، لكنه يحمل العديد من الرسائل السياسية ومرتبط برسالة تقليدية للغاية وهى الدعوة إلى العدالة الاجتماعية». وفى إطار نفس الفكرة، اعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن ميشيل أوباما صنعت المؤتمر الحاشد جماهيريا لإعادة انتخاب زوجها من خلال التأكيد أن أوباما هو نفس الشخص الذى صوت له الناخبون منذ أربع سنوات والسخرية الضمنية من منافسه الجمهورى. وقالت الصحيفة إن: «مهمة ميشيل كانت إضفاء الطابع الإنسانى وتوصيله إلى الناخبين الذين هم أمريكيون عاديون، وقد نجحت فى ذلك حيث كررت ميشيل كلمات الحب والقلب 15 مرة». ومن المقرر خلال ساعات أن يلقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطابه فى اليوم الثانى للمؤتمر.