سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دفاع «العادلى» فى محاكمة «القرن»: وزير الداخلية الأسبق «قربان الثورة» «الشاعر» يبكى بعد ذكر حادثة وفاة «نجله».. والدفاع يعيد أجزاء من مرافعاته السابقة بعد عودة إذاعة الجلسات
انتهت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدى، أمس، من سماع مرافعة دفاع حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، فى إعادة محاكمته فى «قضية القرن»، المتهم فيها مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ونجليه، و6 من مساعدى وزير الداخلية السابقين، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، بقتل المتظاهرين والفساد المالى فى صفقة تصدير الغاز لإسرائيل. وأعاد دفاع العادلى أجزاء هامة من مرافعته التى أبداها فى جلسات سابقة، وركّز عليها، فى الوقت الذى تأكد فيه نقل وقائع الجلسة مباشرة على الفضائيات، وقدم للمحكمة عدداً من الدفوع القانونية تخطت ال16 دفعاً، مؤكداً أن النيابة العامة لم تقدم دليلاً واحداً فى أوراق الدعوى التى تخطت ال130 ألف ورقة، على تورط مبارك أو العادلى فى إصدار أوامر بقتل المتظاهرين، كما ذكرت النيابة فى أمر الإحالة. وقالت المحكمة فى بداية الجلسة إنها وردها طلب من المتهم الأخير اللواء عمر فرماوى، مدير أمن 6 أكتوبر السابق، يفيد فيه بوفاة شقيقه «مدحت» أمس الأول، وأنه يطلب من المحكمة تمكينه من حضور مراسم الدفن، وقدم للمحكمة شهادة الوفاة. وقال محمد عبدالفتاح الجندى، دفاع المتهم الخامس فى القضية حبيب العادلى، إنه يقدم العزاء لكل من قُتل أو استُشهد فى «أحداث يناير»، وأشار إلى أن «العادلى» قُدّم قرباناً لأحداث يناير برغم عدم إصداره أوامر بقتل المتظاهرين أو التصدى لهم بالعنف والقوة، ودفع ببطلان إجراءات التحقيق والإحالة لعدم حيدة النيابة العامة، وللقصور فى التحقيقات، فضلاً عن إجراء النيابة أعمال استدلال، ولوقوع إكراه معنوى على شهود الإثبات، ما يبطل شهادتهم الواردة فى القضية. وأضاف: «نحن نريد الحرية والمساواة والحكم الرشيد ومنع المحسوبية والواسطة، وهذه حقيقة، ولكن ادعاء البطولة لا يصح، ففى أحد اللقاءات قال أحد أعضاء حركة 6 أبريل إنهم جهزوا المولوتوف وضربوا به الشرطة يوم 28 يناير». وتابع: «فى قضية التمويل الأجنبى تأكد من قبل المخابرات أن هؤلاء الشباب كانوا يتدربون على الاعتصامات وشل البلاد، وأن اللواء مصطفى عبدالنبى قال إنهم رصدوا جهات خارجية تمول 6 أبريل وكفاية لفعل ذلك، وضرب مصر وإشعالها عندما تهدأ، وتدريبهم على أقوالهم عند القبض عليهم، وظهر بعدها من الخائن ومن البطل، حيث حمى مبارك مصر من الحروب والشريط الساحلى وأعاد الأرض وحمى تراب مصر، والرئيس الأسبق حسنى مبارك رفض إقامة قواعد أو مطارات أجنبية فى مصر، مثلما يحدث فى بلاد أخرى منبطحة». ولفت الدفاع إلى أنه فيما يتعلق بقطع الاتصالات، كانت هناك لجنة شكلها مجلس الوزراء واتخذت القرار، فهو لم يكن قراراً منفرداً، لكن شارك فيه «طنطاوى» و«نظيف» وغيرهما، وكان بهدف الحد من أعداد المتظاهرين، وأسباب أخرى تتعلق بالأمن القومى. ووجه الدفاع حديثه لمبارك قائلاً: «يا ريتك يا ريس ما سبت منصبك، الكل طمعان فى الكرسى، كل من هبّ ودبّ بيترشح للرئاسة، وآخرتها واحد خمورجى عايز يحكم مصر»، وهو ما تابعه مبارك باهتمام بالغ، وأشار للمحامى بهز رأسه ووضع يده على خده، وأكمل الاستماع للمرافعة. وبكى اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة الأسبق، المتهم فى القضية، عندما ذكر المحامى حادثة نجله، وضرب بها المثل فى تسامحه مع المتسبب فى قتل نجله فى حادث طريق، حفاظاً على مستقبله، وتساءل: «كيف يقتل المتظاهرين ويتصالح مع قاتل نجله؟»، وأضاف المحامى: «عند وفاة نجل الشاعر فى حادث طريق، أرسل مذكرة صلح بينه وبين المتسبب فى قتل نجله إلى النيابة العامة، حتى لا يُحبس الشاب المتسبب فى الحادث حفاظاً على مستقبله، وكتب بها (ربنا يعوض عليا)، فكيف يقتل الشباب المتظاهرين فى ميدان التحرير أو غيره؟»، وعند حديثه وضع إسماعيل الشاعر يده على وجهه، وامتلأت عيناه بالدموع باكياً داخل قفص الاتهام.