أكد العالم المصري فاروق الباز، أن ما تشهده مصر حاليا من توترات في الوقت الحالي بعد ثورة يناير "أمر طبيعي"، وأن قبضة يد الإخوان "لا يمكن مقارنتها بعصر الرئيس المخلوع حسني مبارك"، وانه "لا مانع من إعطائهم الفرصة"، مطالبا بتحقيق الأمن والأمان والقضاء على الإضرابات الفئوية "عن طريق إقناعهم بأن تحسين الأحوال يكون عن طريق التنمية الحقيقة". وقال الباز، في مقابلة مع الإعلامي خالد صلاح على مائدة برنامج "آخر النهار" والذي تبثه فضائية "النهار"، "في أيدينا نأكل نفسنا ونحسّن اقتصادنا، بس نقول للناس مش هقدر أديلك مرتب وأزودك غير لما نشتغل ونزود الإنتاج". وفسّر عالم الفضاء المصري، إلى أن حالة الارتباك التي يعيشها الاقتصاد المصري تعود إلى أننا "مبنأكلش نفسنا"، موضحا أن مقومات أي حضارة في التاريخ لها ثلاثة مقومات هي "يأكل نفسه، ينظم العمل، وجود حياة متوازنة في الريف والحضر"، مطالبا في الوقت نفسه بالاهتمام بالصعيد وسيناء وتعيين القيادات المنسجمة مع الشعب. وأبدى الباز، الذي يشغل مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، استياءه من حال التعليم في مصر والدول العربية، موضحا أن ما يقدمه 380 مليون عربي للعالم، يعادل ما تقدمه دولة فنلندا والتي يعادل تعداد سكانها حي "شبرا" في مصر، قائلا بسخرية "شوف خيبتنا، خيبة أيه دي". وحذر الباز من تآكل الرقعة الزراعية في مصر، "التي تتآكل بمعدل 30 ألف فدان سنويا تحت الإنشاءات الخرسانية"، مؤكدا أن الأرض الزراعية في مصر "سوف تختفي خلال 180 عاما إذا استمر تآكلها بهذا المعدل"، مطالبا الحكومة المصرية بتوفير "بدائل للفلاح وفتح آفاق جديدة للزراعة في أماكن أخرى خاصة سيناء". ونفى الباز ساخرا ما يردده البعض من أن الولاياتالمتحدة تضغط على مصر حتى لا تتوسع في زراعة القمح من أجل أن نكون تحت رحمتها، قائلا "هو أنت أهبل عشان تسمع كلام اللي يقولك متزرعش". وفيما يخص اقتراحه بممر التنمية في مصر، وهل ستموله الحكومة المصرية، قال الباز "وجهة نظري أن شركة أو مؤسسة مصرية محترمة تعمل المشروع ده، ونجمع صكوك من الناس تضمنها الحكومة، ونفتح للسوق العربي، ونفتحه للاستثمار الأجنبي ومشروع هيكسب بعد عشرة سنوات والحكومة، تقنن وتفعل الأشياء الأساسية وتعمل بنية تحتية فقط للمشروع".