سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيكل ل"صباحي": لا أتصور أنك قادر على إدارة المرحلة المقبلة ..وهذا ليس ذنبك الكاتب الكبير: الجيش رفض التوريث..والتقيت السيسي أكثر من مرة وهو يتمتع بقوة الإرادة
قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، أنه عندما قام زلزال 25 يناير، والجيش تدخل لحماية الثورة كنت متعجبًا وقلقًا، وتساءل: هل هذا الجيش، والذي تدخل لحماية الثورة، وهو دور هائل، إلى أي مدى تأثر بالسياسة؟، هل أصبح جيش النظام أم لازال جيش الوطن، وأنا أعرفه باستمرار أنه جيش الوطن؟، لكن إلى أي مدى ضغوط السياسة أثرت عليه، وعلى تركيبه. وقال هيكل عن حمدين صباحي لقد انتخبته وأقدر مزايا كثيرة فيه، وهو رجل لديه قبول، ولكنني لم أجربه وقت الأزمة، وأقول له: ياحمدين المرحلة المقبلة الاعتماد كثير جدا على القوات المسلحة ولا بد أن تصدر الأوامر للسلطة العليا بطريقة مقنعة.. فهل أنت قادر؟، هو يقول لي أقدر وأنا هنا لا أستطيع تصور أنه يقدر، وليس ذنبه، فنحن أمام تحديات بهذا الشكل وهي تحديات مصيرية بهذا الحجم. وأضاف هيكل، خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج "مصر أين ومصر إلى أين؟" على فضائية "سي بي سي"، دعيت لاجتماع عمر سليمان، واعتذرت لأنني بعادتي لا أحضر الاجتماعات، كان لدي تساؤل، وأنا أعرف طنطاوي، ورأيته عدة مرات، ويبدو أنه رجل طيب. وتابع: التقيت يوم 8 مارس بالمشير عبدالفتاح السيسي لأول مرة، وعندما ذهبت ودخلت مبنى القيادة المشتركة، واستقبلني اللواء عباس كامل وقال لي تفضل، وسألته من سيراني خطرت في بالي كل الأسماء ماعدا السيسي، ومررت على مكتب عبد المنعم رياض، ودخلت على اللواء السيسي، وأول سؤال سألته: المشير طنطاوي يعلم أنني هنا؟ قال لي نعم، يعرف ذلك وتبادلنا الحديث، وقال أنه قرأ لي كل ماكتبت، وأشاد به، ثم وجدت كاميرا تقوم بالتصوير، فقال لهم السيسي ليس هناك داع، فقلت له ليس هناك مشكلة أن تكون موجودة أفضل، وقلت على أي حال أنت تعرف أنني كيف أفكر، وأنت تقول أنك قرأت كل ماكتبت، وأظن أنك فقط من ستتكلم..أنت تعرفني أنا في موقف صعب، ولا أعرف من أنت؟ وتابع هيكل: بدأ السيسي يتكلم، ولم أقاطعه قط لمدة ساعة ونصف، وبدأ يتحدث عن الظروف الراهنة وقتها، التي سادت في عام 2010 وهم يرون ظروف التوريث، وأننا سوف ندعى لوقت ما في يوليو عام 2011 إذا رفض الناس التوريث في توقيت الانتخابات، وسألني السيسي عن مساعدة الناس، فقلت له فيما أساعد هل ممكن أن تقبل مسؤولية، وقال لي سوف أسأل بدون تحفظات، وقلت سأجاوب بصراحة، لا أستطيع أن أقوم بمهمة أو أتحمل مسؤولية، والأسباب واضحة، أولها السن، وثانيها الزمن يمنعني لأنني محمل بتجارب مرحلة قد لا تكون مناسبة لهذه المرحلة، وكل شخص يتصرف ويتحمل مسؤولية بثقافة ما يحمله من عصره، وأنا ابن عصري، ولا أستطيع تجاوزه، ولهذه الأسباب غير موجود في أي مهمة أو مسؤولية، لكنني موجود إذا أردت أن تسمع رأيي، وهذا بوضوح لا ينبغي أن تتحملوا في هذه التجربة تبعات تجربة أخرى، وكنت طرفا فاعلا في تجربة ناصر حتى رحيله، ومع أنور السادات حتى رحلت أنا بسبب الإدارة السياسية لحرب أكتوبر، وأضاف: ثقافتي كلها لا يجب أن أحملها لمراحل أخرى، والشيء الآخر أن وجودي قد يقلق بعض العناصر في الداخل والخارج. كما أشار الكاتب الصحفي إلى أن الجيش هو الأمل الوحيد، الذي يخلصنا مما نحن فيه، حيث وقفوا ضد مبارك والإخوان المسلمين وأمريكا وبالتالي في رأيي أن هذه التجربة لا بد أن تنجح. وقال هيكل: إن الجيش والسيسي وضعتهم الأقدار في هذه اللحظة بالتحديد لنعبر من الطوفان إلى المستقبل، وجمال عبد الناصر كنت أتهاتف معه يوميا، وبالتالي عندما نتحدث عن عبد الناصر فأنا خبير به، وأستطيع أن أقول كل شيء عنه، أما عن السيسي، بحجم اعتزازي به، لكن العلاقة مختلفة، والتقيت به مرات قليلة، ولا يحدث أن نتحدث يوميا، أو أراه كل أسبوع، وبيننا علاقة محترمة، ولكنها محكومة باعتبارات كثيرة متعلقة بي وبه. وأضاف: عندما تحدثت مع السيسي في اللقاء الأول، ثم تكررت بعد ذلك اللقاءات شعرت أنه ملم بخبرة كبيرة بالتاريخ المصري، وأنا أعتقد أن من لا يهتم بالتاريخ لايصلح لشيء، ويجب أن يكون مهتما بالشأن العام، ويعرف من أين جئنا وإلى أين وصلنا؟ فأنا أعتقد أنه للوهلة الأولى أنه رجل مستوعب ماذا جرى في مصر، ويبدو لي أنه رجل لديه قدر من التصميم والإرادة، لكن في حقيقة الأمر لم أكن أستطيع أن أتصور أن هذا الحجم من التصميم والإرادة يستطيع أن يفعل ما فعله. وقال هيكل: أعلم أن السيسي كان يرى حجم الأمريكان، وهم لديهم مشروع في المنطقة، والإخوان المسلمين طرف فيه سواء كانت علاقتهم فيه طرفا أو فاعلا باستمرار، مشيرًا إلى أن تصرفات الإخوان بعد السلطة أكثر دلالة على مافعلوه أثناء السلطة. وأكد هيكل: أن الخلفية العسكرية في بعض لحظات الأمم قد تكون الأنسب، والأكثر قدرة، وبالسؤال عن "عكسرة الدولة"، قال: هل نحن نبحث عن زي أم نبحث عن رجل، هل نبحث عن قدرة أم شكل؟ ففي بعض الأحيان وبعض المواقف، وفي الموقف الراهن على وجه الخصوص، وأنا مهدد في سيناء ومهدد في ليبيا، ومهدد بالأخطار الخاصة بالأمن الداخلي، والحروب الأهلية في المنطقة العربية، ومهدد بتهديدات داخلية وإقليمية ودولية في هذه اللحظة يكون المرشح الأقدر هو القادم من القوات المسلحة.