كشف المهندس رضا حسن، جامع تراث الشيخ سيد النقشبندى، عن وجود ما يقرب من 240 دعاء سجلها الشيخ للإذاعة فى رمضان، لا يتم إذاعة إلا 30 دعاء فقط منها، بينما لا تتم إذاعة باقى الأدعية، رغم وجود نسخ منها فى أرشيف الإذاعة، معتبراً أن كثيراً من المصريين والعرب ارتبطوا بأدعية وابتهالات «النقشبندى». وقال «حسن»، ل«الوطن»، إنه التقى مؤخراً الدكتور حسن مدنى، رئيس إذاعة القرآن الكريم، بخصوص تلك الأدعية، وبالفعل تم العثور على 5 أدعية أخرى، وتم الاتفاق على إذاعتها، بينما يجرى البحث عن باقى الأدعية من أجل إخراجها إلى النور. وأضاف أنه رغم رحيل الشيخ، قبل نحو 44 عاماً، إلا أنه مازال هناك ارتباط عند كثير من الشعب المصرى بين شهر رمضان و«النقشبندى»، لما له من مكانة كبيرة فى قلوب مستمعيه من المسلمين بصفة عامة، ودائماً ما تجد ارتباطاً وثيقاً عند المصريين بابتهالات الشيخ، التى «تستنير بها القلوب والعقول»، على حد قوله. ولفت جامع تراث «النقشبندى» إلى أن الشيخ ترك الصعيد فى عام 1955، وفضّل الإقامة فى منزل بالقرب من مسجد «السيد البدوى» فى طنطا، وتحديداً فى حارة «القصبى»، حيث كانت مدينة «شيخ العرب» نقطة انطلاقه ليكون أحد أشهر المنشدين فى تاريخ الإنشاد الدينى، حيث قدّم عدداً كبيراً من الابتهالات والتواشيح الدينية والوطنية أيضاً. ولفت «حسن» إلى أنه رغم أن الحفلات الدينية التى كان يحييها الشيخ فى مصر أو البلدان العربية كانت تشهد إقبال الآلاف عليها، فإن منزله فى طنطا كان يستقبل المئات من العلماء وأهل القرآن والأدباء والشعراء خلال الأيام التى لم يكن بها حفلات، حيث كان الشيخ ينتمى لإحدى الطرق الصوفية، وهى الطريقة «الخلوتية». وأوضح أن هناك بعض الأمور التى يرددها البعض عن «النقشبندى»، وهى من الأمور المغلوطة وغير الصحيحة، منها أن الأذان الذى يذاع حالياً على التليفزيون يعتقد البعض أن الشيخ سجله فى صلاة الجمعة يوم 13 فبراير 1976، أى قبل وفاته بيوم واحد، وهذا غير صحيح، حيث كان يومها متعباً، وقد انعكس ذلك التعب على صوته. وأضاف أن الأذان الذى يذاع حالياً عثر عليه الإذاعى عمر بطيشة فى أرشيف الإذاعة بالصدفة، مشيراً إلى أن الشيخ قبل وفاته بيومين كان موجوداً فى القاهرة لإقامة شعائر صلاة الجمعة بمسجد التليفزيون، وفى الليلة السابقة كتب وصيته أثناء وجوده بمنزل أخيه، حيث أوصى بدفنه بجوار والدته فى مقابر «البساتين»، وعدم إقامة عزاء له. وعن علاقته بالرئيس الراحل أنورالسادات، قال «حسن» إن «السادات، قبل توليه رئاسة الجمهورية، كان يحب الفن، ويعشق صوت الشيخ النقشبندى، وفى إحدى المرات، أثناء عودته من السويس، توقف بسيارته وظل يستمع إلى ابتهالات الشيخ وأدعيته فى إحدى الحفلات الدينية، وعقب توليه رئاسة الجمهورية كانت العلاقة بينهما وطيدة». واستطرد أن السادات استدعى الشيخ قبل أيام من حرب أكتوبر 1973، وكان بصحبته الدكتور محمود جامع، طبيب الباطنة المعروف فى طنطا، وهو صديق مقرب للرئيس، وطلب منه أن يدعو الله دون أن يفصح له عن نيته للحرب، مؤكداً أن ذلك الدعاء كان له أثر إيجابى كبير فى نفوس الجنود طوال فترة الحرب، مشيراً إلى أن الرئيس السادات كرّم اسم الشيخ فى عام 1979، بعد وفاته بنحو 3 سنوات، ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى. وأوضح أن فيلم «الطريق الطويل» شارك فيه الشيخ والفنان عبدالبديع العربى، وشاركه فيه شقيقه الأكبر إبراهيم النقشبندى، وكانت قصة الفيلم حكاية رحلة أولياء الله الصالحين، بداية من السيد البدوى وحتى عبدالرحيم القنائى. واختتم المهندس «رضا حسن»، الذى تولى جمع تراث «النقشبندى»، تصريحاته ل«الوطن» بقوله إن خبراء الأصوات أجمعوا على اعتبار الشيخ أحد أعذب الأصوات التى قدمت الأدعية الدينية، وترك لأرشيف الإذاعة رصيداً كبيراً من الأناشيد الدينية والابتهالات. وعن حفظ تراث الشيخ، قال الدكتور حسن مدنى، رئيس إذاعة القرآن الكريم، ل«الوطن»، إن الإذاعة تحتفظ بتراث النقشبندى بشكل كامل، كما نحتفظ بتراث كل من تعامل مع الإذاعة أو قام بالتسجيل فيها من قراء ومنشدين دون أى تفرقة بين أحد وآخر فكل من تم اعتماده بالإذاعة المصرية تراثه موجود بها.