«انتهاك للسيادة وخرق واضح للقانون الدولى».. هكذا ينظر العالم للأتراك الذين يستعدون للتدخل فى ليبيا كما تدخلوا من قبل فى شمال سوريا، وكأنه شىء اعتاد عليه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى إطار أوهامه الرامية لعودة الدولة العثمانية من جديد، ويرى خبراء أن هناك أطماعاً للرئيس التركى فى المنطقة وأنها ليست بجديدة، لكنها ستكون فى صالح توحيد القرار الليبى والصف الليبى لأن الشعب الليبى هو من سيتحمل نتائج قرارات الإدارة التركية الحالية من تدخل وانتهاك لسيادته. "الفايدى": الشارع الليبى يشهد صحوة حالياً وعلق الشيخ عادل الفايدى، رئيس لجنة التواصل الاجتماعى الليبية - المصرية، على التدخل التركى وأثره على الشارع الليبى بالقول إن هناك تأثيرات متعددة على المواطن الليبى جراء هذا التدخل ودعم الميليشيات فى «طرابلس»، وكل ما تفعله تركيا خرق واضح وصريح لقوانين المجتمع الدولى ومجلس الأمن، مضيفاً: «الغريب فى الأمر موقف فايز السراج الذى أعطى لهم الفرصة، وهذه ليست المرة الأولى، بل دعّمت تركيا الميليشيات بكل الطرق الممكنة، وموقف حكومة السراج سلبى»، مشيراً إلى أن ما يجرى الآن ربما يكون نقطة تحول فى الأزمة الليبية، لأنه تسبب فى صحوة وطنية لدى الشارع الليبى، لأنه بدخول الأتراك بهذا الشكل على الملف الليبى، نرى أن هناك العديد من الجهات التى بدأت تعلن دعمها للمؤسسة العسكرية لاسترداد الدولة والقضاء على الإرهاب، سواء كان على المستوى الاجتماعى والمجتمع المدنى أو المناطق المختلفة، فهذا ربما يكون نقطة تحول للأزمة وما تفعله تركيا يطيل أمد الصراع الليبى ويعقّد ويخلط الأوراق مرة أخرى، ويسهم بشكل كبير فى إبادة الشعب الليبى. "السعيدى": تصريحات الرئيس التركى وحَّدت العشائر وقال على السعيدى، عضو مجلس النواب الليبى، إن إرسال قوات تركية إلى ليبيا وحّد الشعب الليبى، وتصريحات الرئيس التركى وحّدت مواقف الليبيين حتى مع الاختلافات الفكرية والعشائرية بينهم، وعلى ذلك فالشارع الليبى مختلف الآن بعد هذا القرار المتهور، وتحاول القوى الليبية أن تتماسك فى وجه أى عدوان غاشم. وتابع البرلمانى الليبى أن الوجود الأجنبى مرفوض شكلاً وموضوعاً، كما أن الجماعات المسلحة المتطرفة فى الغرب محسوبة على جماعة الإخوان الذين لا يقدسون الوطن ولا الحدود، وهم لا يمانعون أن يكونوا تابعين لأى دولة، لذلك رحبوا ب«أردوغان» الغازى، وهم يعتبرون ليبيا بمثابة بيت المال لهم، لأن عدد سكانها ليس بالكبير، مع مساحة واسعة وثروات نفطية كبيرة، والوجود التركى سوف يدخل ليبيا فى إرباك جديد من حيث التمزق الجهوى والمناطقى، لكن كل الليبيين الشرفاء سيدعمون الجيش الوطنى لحسم العمليات العسكرية والقضاء على جماعة الإخوان فى ليبيا. من جانبها، انتقدت السفارة الأمريكية فى ليبيا تركيا لإرسالها مقاتلين سوريين إلى البلاد، ووصفت ما قامت به «أنقرة» ب«التدخل الأجنبى السام»، وبينت السفارة، فى بيان لها، أن التدهور فى الأمن يسلط الضوء على مخاطر التدخل الأجنبى السام فى ليبيا مثل وصول مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا ونشر مرتزقة روس. وتابع البيان أن كل الأطراف الليبية لديها مسئولية إنهاء هذا التدخل الخطير للقوات الأجنبية، التى تسهم فى سقوط ضحايا مدنيين وتضر بالبنية التحتية المدنية على حساب الليبيين، مشيراً إلى أن «واشنطن» تدعم الخطوات الليبية لإنهاء العنف ووقف التدخل الخارجى وبدء مناقشات بمساعدة الأممالمتحدة، وهو الطريق الوحيد للسلام والرخاء المستمر. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنه ليس من الواضح حجم القوى التى تنوى تركيا إرسالها، لكن المحللين الأتراك تحدثوا عن مزيد من القوى البرية والبحرية والجوية، وتخطط «أنقرة» لإقامة قاعدة برية وبحرية، ربما فى مصراتة لتدريب الميليشيات.