يوافق اليوم ذكرى ميلاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إمام أهل السنة والجماعة في عصره، حيث يتم عامه ال74، وشهدت صفحات المؤسسات الدينية على مواقع التواصل الاجتماعي احتفالات بتلك المناسبة، واصفين الإمام بالزاهد والورع الخادم للإنسانية، والذي طاف خلال تلك السنوات العديد من البلدان لنشر السلام، ونجح في ترسيخ مبدأ الأخوة الإنسانية لتظل شاهدة على مسيرة العطاء التي سلكها الإمام الطيب. أحمد محمد أحمد الطيب، إمام منبر الوسطية، مواليد قرية القُرَنة التابعة لمدينة الأقصر في 3 من صفر من عام 1365ه، الموافق: 6 من يناير عام 1946م، من أسرة عريقة طيبة المحتد، ووالده من أهل العلم والصلاح. وبحسب موقع الأزهر الرسمي فإن الإمام الطيب نشأ ببلدته ثم تعلم في الأزهر؛ فحفظ القرآنَ وقرأ المتون العلميَّةَ على الطريقة الأزهرية الأصيلة، ثم التحَقَ بشُعبة العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة، حتى تخرَّج فيها بتفوق عام 1969م. حصل الإمام الأكبر على درجة الدكتوراه، شعبة العقيدة والفلسفة، عام: 1977م، وحصل على درجة الماجستير، شعبة العقيدة والفلسفة، عام: 1971م، كما حصل فضيلته على درجة الليسانس، شعبة العقيدة والفلسفة، عام: 1969م. وسافر شيخ الأزهر إلى فرنسا لمدةِ ستةِ أشهر في مهمةٍ علميَّةٍ إلى جامعة باريس، من ديسمبر عام: 1977م، وهو يُجيد اللغةَ الفرنسية إجادةً تامَّةً، ويترجم منها إلى اللغة العربية. وعمل شيخ الأزهر في عددٍ من جامعات العالم الإسلامي؛ وهي جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، وجامعة الإمارات، والجامعة الإسلامية العالمية، بإسلام آباد، باكستان، كما شارَك في العديد من المؤتمرات واللقاءات الإسلامية والدولية والإمام الأكبر عضو الجمعية الفلسفية المصرية، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، مقرر لجنة مراجعة وإعداد معايير التربية بوزارة التربية والتعليم، عضو أكاديمية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي. ومنح الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية الإمام وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وكذلك شهادة العضوية في أكاديمية آل البيت الملكية للفكر الإسلامي؛ وذلك تقديرًا لما قام به في شرح جوانب الدين الإسلامي الحنيف بوسطيَّته واعتداله، أثناءَ مشاركته في المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عُقِد بالأردن في يوليو 2005م. كما تسلَّم جائزة الشخصية الإسلامية، التي حصلت عليها جامعة الأزهر، من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي عام: 2003، وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم «شخصية العام الإسلامية» عام 2013م، واختير شخصية العام من دولة الكويت بمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام: 2015. وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة «مولانا مالك إبراهيم» الإسلامية بإندونيسيا فبراير 2016. وتقلد شيخ الأزهر منصب الإفتاء، حيث أصدر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يوم الأحد 26 من ذي الحجة لعام 1422ه، الموافق 10/ 3/ 2002م، قرارًا بتعيين الدكتور أحمد الطيب مفتيًا للديار المصرية، وقد تولَّى الإفتاء وعمره 56 عامًا، وظلَّ في هذا المنصب حتى 27 سبتمبر 2003، حيث صدر قرارٌ بتعيينه رئيسًا لجامعة الأزهر الشريف، وقد أصدر خلالَ فترة تولِّيه الإفتاء نحو (2835) فتوى مسجَّلة بسجلات دار الإفتاء المصرية. وفي يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الثاني سنة 1431ه الموافق 19 من مارس سنة 2010م أصدر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك القرار رقم 62 لعام 2010م بتعيين الطيب شيخًا للأزهر الشريف، خلَفًا للإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي. وما زال قائمًا بمهامِّ منصبه كشيخٍ للأزهر الشريف خيرَ قيام. وبحسب بيان آخر للأزهر، فحرص الإمام الأكبر خلال جولاته الداخلية والخارجية على نشر مفهوم التسامح والتعايش السلمي ودعم قيم الأخوة الإنسانية بين جميع البشر وشهد عام 2019م نقلة نوعية على مستوى العلاقات ما بين الأزهر والفاتيكان، تجسدت في لقاءات الإمام الأكبر بالبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، والتي كان أبرزها عقد لقاء الأخوة الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، برعاية من الشيخ محمد بن زايد ولي عهد الإمارات، والتي أثمرت عن التوقيع على وثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية، واستمرارًا لدعم التعاون المشترك بين الأزهر والفاتيكان لتحقيق الإخاء الإنساني، شارك في أعمال مؤتمر قمة قادة الأديان تحت عنوان "تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي"، بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان. كما شهدت العلاقات الأزهرية بدول الغرب العديد من المحطات الفارقة استقبل خلالها العديد من القيادات والسياسيين البارزين في العالم الغربي، من أجل فتح مجالات الحوار والتفاهم بين الشرق والغرب وتوضيح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي بعيدا عن الصورة النمطية التي تلصق الإرهاب والعنف بالإسلام والمسلمين في الغرب، ومن أبرز هذه الشخصيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأنطونيو غوتيريس، أمين عام الأممالمتحدة، وجورج فيري رئيس مجلس الشيوخ الكندي على رأس وفد رفيع المستوى من مجلس الشيوخ الكندي، وتوماس أوبرمان نائب رئيس البرلمان الألماني، وميجيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات.