قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن ميثاق الجامعة العربية يتيح للأمين العام دورا ويعطيه حق المبادرة في التحرك السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي، مضيفًا: "أنا شخصيا كأمين عام للجامعة أتحرك في هذه المجالات الأربعة ولكن فيما يتعلق بالوضع السياسي في مشكلات محددة صعبة للغاية"، موضحا أنه لم يندهش من وصف الجامعة ب"العفنة والهزيلة". وأضاف "أبو الغيط"، خلال حواره في برنامج "كل يوم"، مع الإعلامي وائل الإبراشي، على شاشة "ON E": "قد إيه حجم التحدي وحجم الانهيار وحجم التعقيد وحجم الخصومة وحجم الصدام بما يجعل أي مبادرة غير مدروسة ومحسوبة من قبل الأمين العام في هذه المسائل والقضايا يمكن أن يضعه في وضع محرج للغاية". وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى أنه يجب على الجميع أن يعلم بأن ميثاق الجامعة وأن كان يعطي للأمين العام المبادرة بطرح أفكار ومقترحات ومشروعات إلا أنه من جانب أخر يؤكد على الأمين العام والدول الأعضاء بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ذات عضوية بالجامعة العربية، وبالتالي فهي معادلة بالغة الصعوبة. أبو الغيط: موقف الحكومة والبرلمان الليبي يضعنا في مأزق وعلق أحمد أبو الغيط على مذكرتي تفاهم مع فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية، تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق النفوذ البحري بين البلدين. وقال أبو الغيط إن ليبيا عضو في الجامعة العربية لها حكومة معترف بها اسمها حكومة الوفاق وهي من وقعت اتفاقا مع تركيا إلا أن البرلمان الشرعي في ليبيا رفض هذا الاتفاق، مشيرا إلى أن ذلك يضع الجامعة العربية في مأزق، "إذا كانت هذه الحكومة شرعية ومتفق عليها دوليا وتشغل مقعد ليبيا ومتفق عليها في الجامعة العربية والأممالمتحدة فهناك برلمان شرعي يرفض هذه الاتفاقات". وأضاف أبو الغيط، أنه عندما وصلته رسائل من الطرفين قرر تجميد هذه الرسائل لأنه لا يرغب في مزيد من الإضعاف للجامعة العربية. وتابع أن الجامعة تمر بأضعف فترات حياتها، ولم تمر بهذه الظروف منذ تأسيسها منذ 75 عاما. وعن هذه الظروف أوضح: "جمدت عضوية سوريا، وبعض الأطراف تطالب بتجميد ليبيا، وهناك إحساس بانزواء دور الجامعة وهناك إحساس بعدم الحماس العربي للتمسك بالجامعة العربية والدفاع عنها". أبو الغيط: 50% من ميزانية الجامعة العربية لم تسدد في سياق متصل، كشف أبو الغيط أن المسدد من ميزانية الجامعة العربية لعام 2019 لم يصل للنصف، أي أن نصف الميزانية لم يسدد بعد. وقال أبو الغيط: "لا أتصور أن هناك رغبة عربية في إضعاف الجامعة ولكن السهو عن التسديد حصص الجامعة، ويجب الوقوف بجوارها لأنه من البديهي أن الدول العربية عندما تتعرض لحدث كبير تلجأ للجامعة العربية". وأضاف: "يجب أن نلفت النظر إعلاميا لعدم تسديد الحصص، لأن العام انقضى و50% فقط من ميزانية الجامعة تم دفعه، وأحيانا أجد أن القبض المالي على الجامعة يؤدي لإضعاف قدرتها وحيويتها". وأوضح أنه من المؤسف تسديد مساهمات الاتحاد الإفريقبي أو الأممالمتحدة ولا نسدد للجامعة العربية، "لن نستطيع أن نحيا وسوف تكون مأساة كبرى". أبو الغيط: إيران ترغب في الهيمنة.. وتركيا ترغب في عودة الإمبراطورية العثمانية وقال أبو الغيط إنه لم يندهش من وصف الرئيسين الإيراني والتركي للجامعة العربية بأنها "هزيلة وعفنة". وأضاف أبو الغيط، أن الجامعة هي محصلة إرادات الأمة العربية، و"طرفين إقليمين أحدهما إيران والآخر تركيا يصفان الجامعة بأنها هزيلة وضعيفة وعفنة". وتابع: "على الإنسان العربي أن يعلم أنهم يرغبون في إضعافنا، ويرغبون في فتح المجال العربي لتدمير الجامعة لتلتهم الجسد العربي". وأوضح: "إيران ترغب في الهيمنة، وتركيا ترغب في عودة للإمبراطورية العثمانية، وأتصور أن الدول العربية والأمة مطالبة بالتكاتف للدفاع عن الجامعة".