رغدة السعيد تحلل ل"الوطن" لغة جسد الروبوت صوفيا: مفيش تلقائية

صوفيا، روبوت صناعي نسائي بدرجة إنسان، تتحدث وتتفاعل مع الآخرين، لها شكل لا يختلف كثيرًا عن البشر، حصلت على الجنسية السعودية ضمن فعاليات مؤتمر "مبادرة استثمار المستقبل" في أكتوبر 2017، لتصبح بذلك أول إنسان آلي يحصل على جنسية في التاريخ، وتشارك في منتدى شباب العالم بنسخته الثالثة، خلال زيارتها الثانية لمصر.
وتحظى الروبوت صوفيا باهتمام واسع من المشاركين في منتدى شباب العالم، والذين حرصوا على التقاط الصور السيلفي معها، حيث تفاعلت معهم بتعابير وجه تعكس المشاعر المختلفة وتفاصيل تشبه البشر بشكل كبير، وهي المشاعر التي تظهرها جبهتها التي تبدو حقيقية، إلا أنها ليست تلقائية، حسب الدكتورة رغدة السعيد، خبيرة لغة الجسد، والتي التقت معها خلال المنتدى.
وقالت السعيد في تحليلها للغة جسد الروبوت صوفيا ل"الوطن"، إن معظم المشاعر الإنسانية يتم قراءتها عن طريق الجبهة، وهي المنطقة التي أبدع مصممو "صوفيا" في جعلها تبدو أقرب للإنسان، حيث إنها غير مشدودة وتظهر بها "الكرمشة" التي تتواجد في جبهة الإنسان، كما أن تلك "الكرمشة" تزداد إذا رفعت حاجبيها على سبيل المثال.
رغم الإبداع في تصميمها إلا أن الذكاء الاصطناعي لن يصل للعقل الباطن
وأضافت خبيرة لغة الجسد أن لغة الجسد تنتج من شعور إنساني تلقائي يخرج من منطقة اللاوعي، وهو الأمر الذي لا يتوفر بطبيعة الحال في الروبوت صوفيا، لذلك مهما وصل الذكاء الاصطناعي لترتيب العضلات لتعطي تعبيرات إنسانية، لن تصل لدرجة مساوية للإنسان.
وتابعت أن صوفيا لا تستطيع أن تظهر لغة جسد شبيهة بالإنسان لأنها لا تستطيع أن تقرأ لغة جسد ونبرة صوت محدثها، وترد على محتوى الكلام فقط، حيث إن معنى الكلام عبارة عن 7% محتوى لفظي، و55% لغة جسد و38% نبرة صوت، وصوفيا ترد على محتوى الكلام، وما لا يزيد عن 20% من لغة الجسد، بينما تتجاهل تمامًا نبرة الصوت.
ودللت على حديثها بأنها ترد بنفس الطريقة على سؤال واحد يتم توجيهه بأربعة طرق مختلفة، حيث تجيب على المحتوى اللفظي فقط، مؤكدةً أنها لاحظت من خلال متابعتها الدقيقة في منتدى شباب العالم أنها تمتلك مجموعة من التعبيرات التي تخرج بالترتيب دون مراعاة الحالة التي يحدث بها الأمر، حيث يمكنها أن تغمض أعينها بينما يلتقط أحدهم صورة معها.
طريقة رد صوفيا آلية وتعبيرات وجهها تخرج بالترتيب ومتوافقة مع الكلمات بغض النظر عن السياق
عدة ملاحظات أخرى ذكرتها السعيد، منها ما يتعلق بنبرة صوت الروبوت صوفيا، حيث إنها نبرة شبه ثابتة، وتتأخر قليلًا في الرد عن الطبيعي، وكأنها تقرأ الكلام الذي يصل إليها ولا تسمعه، كما أنها تعطي تعبيرات وفقًا للكلام الذي تسمعه، فعلى سبيل المثال حين تسمع كلمة الحزن تعطي انطباعًا حزينًا، حتى وإن كانت كلمة الحزن مذكورة في جملة تعبر عن السعادة مثل "لا يوجد مكان للحزن".
وتابعت كذلك أنها تظهر المشاكل بشكل مهني أكثر منه طبيعي، بمعنى أنها تؤدي حركات المشاعر بشكل يفقدها التواصل الوجداني، وهو ما ظهرت حين أرادت ممازحة الإعلامية سارة حازم بسؤالها عن الإعلامي عمرو خليل الذي أجرى معها حوارًا منذ عدة شهور، ثم ضحكت بطريقة تجعل المشاهد "يضحك على ضحكها مش يضحك معاه".
وأردفت السعيد أن من أهم عوامل لغة الجسد الملابس والشعر، وهو الجزء المتحقق في الجزء الأول، حيث إن ملابسها جيدة جدًا، إلا أن مصمميها لم يعطوها شعرًا، وهو ما قلل من تواصلها بلغة الجسد ومن مصداقية شكلها الآدمي، مؤكدةً أن ضعف لغة جسدها يعود في الأساس إلى استحالة وصول الذكاء الاصطناعي للعقل الباطن والتحكم فيه.