موسيقى تحميسية تجعل القلوب تنتفض وكأن الحرب في أوجها، تتسارع الضربات مع طرقات هدم السور الخرساني الفاصل بين المدينة الجامعية لجامعة الأزهر وبين الحرم، تتعالى هتافات التكبير كلما حُطمت "باكية" من السور، فضلا عن الخلفية الموسيقية الذي أذاعها طلاب الإخوان عبر صفحتهم الرسمية، لتليها أغنية تحث على المضي في هدمه بكلماته: "تقدموا .. الظالمون سيندموا.. إياكوا أن تستسلموا.. وخذوا القرار.. لن ننحني.. قولوا لهم لن ننحني لسنا تراثا أو عبيدا أو عقارا.. قولوا لهم إن الليالي مهما طال ظلامها لن تستطيع حجب النهار". أعمدة إنارة وجزع شجرة أدوات كافية لهدم السور الخرساني، المقام بأمر إدارة الجامعة أثناء إجازة منتصف العام، بعد أحداث العنف التي شهدتها الجامعة والمدينة وفرار الطلاب بين الحرمين لعدم وجود السور، ما يؤدي إلى صعوبة مطاردة الأمن لهم لاتساع المسافة، لذا كان بناء هذا السور الفاصل من خطة تأمين الجامعة. "الجدار العازل" .. التسمية التي ارتضاها طلاب جامعة الأزهر المقيمين بالمدينة، على السور الفاصل، لما يسببه من مضايقات لهم فبسببه يضطر مقيمي المدينة إلى الذهاب للجامعة عن طريق الحي السادس أو بالمواصلات ومرورا بمنطقة قسم تاني والكتلة الخرسانية لأمن الدولة، بعدما كان يفرقهم عن الجامعة دقيقتين، لذا شارك طلاب آخرون غير منتمين للإخوان في هدمه بحثا عن راحتهم، غير عابئين بشعارات طلاب الإخوان: "ولا بندمر ولا بنكسر بس بنهدم سور العسكر". "الأزهرية بجد رجالة على أي حد".. الهتاف الذي رجّ أوساط المدينة الجامعية ليلة أمس، بعدما هدم الطلاب 7 باكيات من السور الفاصل للمرة الثانية بعد 6 ساعات من ترميمه، والتي يبلغ طول الواحدة منهم حوالي 4 أمتار، "الباكية" هي المساحة الخسرانية بين أعمدة السور. يذكر أن 3 مدرعات تابعة لقوات الأمن المركزي دخلت، ظهر أمس، جامعة الأزهر من البوابة المجاورة لكلية الزراعة، لتأمين عملية إعادة بناء الأجزاء التي هدمها طلاب الإخوان، من السور الفاصل بين المدينة الجامعية والجامعة أول أمس، وكانت تعد أول مرة.