قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إنّ الشريعة الإسلامية تكرم المرأة وتمنحها حقوقها المشروعة، داعيًا إلى ضرورة تضافر جهود المؤسسات والهيئات المعنية لوضع المرأة في مكانها الحضاري الصحيح. وأضاف مفتي الجمهورية في كلمته اليوم بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أنّ الإسلام حفظ للمرأة حقوقها المادية والمعنوية منذ بداية الرسالة المحمدية، وقضى على أشكال التمييز ضدها بعد أن كانت في المجتمعات الجاهلية تعاني من التهميش وضياع الحقوق. يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}. وأوضح المفتي أنّ المرأة مكرمة في الشريعة الإسلامية، وواجه الإسلام أشكال العنف الذي قد تتعرض له المرأة من عنف جسدي أو نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي، في الوقت الذي يتم فيه وأد البنات في الجاهلية خيفة الفقر أو السبي، أو تورَّث ضمن الميراث بعد وفاة زوجها، وكانت تحرم كذلك من الميراث وغيره من الحقوق الاجتماعية والسياسية، كما أمر الله سبحانه وتعالى الرجال أن يعاشروا نساءهم بالمعروف فقال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}، وهو ما يشمل حسن التعامل والمعاشرة في القول والفعل. ولفت المفتي النظر إلى أنّ دار الإفتاء أصدرت عدة فتاوى تؤكد كثير من الحقوق الواجبة للمرأة، والفتاوى التي تواجه أشكال العنف ضدها، فأصدرت فتوى تحرم ختان الإناث باعتباره أحد أشكال العنف الجسدي والنفسي ضد المرأة، كما أفتت بمنع زواج القاصرات، وفيما يخص حقوق المرأة أصدرت الدار فتاوى تجيز لها تولي المناصب العامة في الدولة مثل رئاسة الدولة والقضاء وغيرهما من المناصب. وتابع علام أنّ حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المرأة وصيانة كرامتها، بلغ حد أنّه أوصى بها في أكثر من موضع فقال: "استوصُوا بالنساءِ خيرًا؛ فإنهن عندَكم عَوانٌ، ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك"، وقال كذلك: "رفقًا بالقوارير"، بل كانت المرأة حاضرة في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأخيرة قبيل انتقاله إلى الرفيق الأعلى حيث قال: "أيها النَّاس، اتَّقوا الله في النِّساء، اتقوا الله في النِّساء، أوصيكم بالنساء خيرًا". وأوضح المفتي أنّه لما جاء نسوة إلى بعض زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشتكين ضرب أزواجهن لهن، قال صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام: "طاف الليلة بآل محمد 70 امرأة كلهن يشتكين من الضرب، وأيم الله لا تجدون أولئك خياركم"، وقال كذلك: "أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِم". وشدد مفتي الجمهورية على أنّ الإسلام لم يسلب المرأة حرية رأيها، بل أعطاها الحق في إبداء رأيها في اختيار شريك حياتها وجعل موافقتها شرطًا لصحة الزواج، وكفل حقها في التعلم والتعليم.