استعرض الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تقريرا عن حصول مصر على المركز 82 في مؤشر المعرفة العالمي للعام الحالي 2019، الصادر عن قمة المعرفة بالشراكة بين برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والتي انطلقت فعالياتها أمس الثلاثاء في دبي. وأِشار التقرير إلى تقدم مصر 17 مركزا عن ترتيبها السابق في مؤشر 2018، إذ قفزت 10 مراكز في محور التعليم العالي لتحتل المرتبة 49 من 136 دولة، إضافة إلى تقدمها 25 مركزا في قطاع البحث والتطوير والابتكار لتحتل المرتبة 83 عالميا. ويستدل من مؤشرات التقرير على مستوى التصنيف العام للدول أنّ مصر تأتي في المرتبة الأولى من حيث معدل التحسن في التصنيف العام، فضلا عن اكتساب قطاع التعليم العالي أهمية كبيرة باعتباره عنصرًا فعّالًا في تعليم الشباب وتطوير وتوسيع معارفهم ومهاراتهم، ما يساهم في تحسين القدرة التنافسيّة لأيّ بلد في الأسواق العالميّة وفي رفع مستوى الدخل الفرديّ وفي دفع نموّ المجتمع ككل، كما أنّه عنصرا أساسيا في دعم القدرات على إنتاج المعرفة واستخدامها في شتى المجالات، ويُعدّ من أهم العناصر المساهمة مباشرة في تطوير البحث العلمي والتطور التكنولوجي وتحسين العملية التعليمية في مختلف المراحل والدفع نحو اقتصادات المعرفة. يذكر أنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بذلت جهودا حثيثة لتحقيق تقدم على مستوى المؤشرات والتصنيفات العالمية المعنية بقياس وتطوير التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال العديد من المحاور الرئيسية والتي قامت عليها استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، وبينها إتاحة التعليم في الأقاليم الجغرافية من خلال إنشاء جامعات جديدة سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصة، وإنشاء فروع للجامعات الأجنبية بمصر، كما أنشأت الوزارة جامعات تكنولوجية تستهدف إتاحة التعليم لطلاب التعليم الفني والعام والاهتمام بالتخصصات التي يتطلبها سوق العمل. وتهتم الوزارة من خلال التعاون مع الجامعات المصرية، بتحسين تصنيف الجامعات المصرية وتشجيع نشر الأبحاث العلمية، وانعكاس ذلك على ارتفاع تصنيفات الجامعات المصرية دوليا. وعلى جانب آخر، كان لاهتمام الوزارة المستمر والداعم لمنظومة البحث العلمي وتشجيع وتمويل الابتكار في المجالات كافة، دور كبير في إحراز مركز متقدم في مؤشر المعرفة العالمي، من خلال تقديم أوجه الدعم للباحثين وتشجيعهم على الابتكار والتطوير، من خلال المعاهد البحثية المتعددة التابعة للوزارة، ونقل التكنولوجيا من خلال تشجيع الاستثمارات في مجال البحث العلمي. وأوضح التقرير أنّ مؤشر المعرفة العالمي 2019 يمثل مقياسا للمعرفة كمفهوم شامل وثيق الصلة بمختلف أبعاد الحياة الإنسانية المعاصرة في 136 دولة حول العالم، ويعتمد المؤشر على قياس مدى التطور في 7 مؤشرات قطاعية فرعية وهي: التعليم قبل الجامعي، والتعليم التقني، والتدريب المهني، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد، والتمكين. ولفت التقرير إلى أنّ مؤشر المعرفة يؤسس لربطٍ أكثر موضوعية بين مفهومي المعرفة بتعدد أبعادها، والتنمية الإنسانية المستدامة بمفهومها المعتمد في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي والذي عبّرت عنه أهداف التنمية المستدامة ال17 لخطة التنمية المستدامة لعام 2030. ومؤشر المعرفة العالمي هو نتاج مبادرة مشتركة بين برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومؤسّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أُعلِنَ عنها في قمة المعرفة للعام 2016، تأكيدًا على الدور الاستراتيجي للمعرفة وأهمية توفير أدوات منهجية لقياسها وحسن إدارتها.