عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي اليوم إجتماع تشاوري، للدول والمنظمات التي كانت مدعوة لحضور ملتقى المعارضة السورية الذي تأجل، لمناقشة الخيارات والبدائل المطروحة للعمل على انجاح مهمة المبعوث المشترك كوفي أنان، وذلك بحضور الدكتور ناصر القدوة نائب السيد كوفى أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية. وأكد الأمين العام أن ملتقى المعارضة السورية تأجل انعقاده بعد أن تلقت الأمانة العامة للجامعة من كل من المجلس الوطنى السورى وهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطى طلباً لتأجيل الملتقى، وقال: «كل منهما علل طلبه بأسباب مختلفة. وهذا ربما يؤكد حيادية موقف الجامعة فى تعاملها مع مختلف أطراف المعارضة السورية، اذ برر كل منهما - أى المجلس والهيئة - طلبه بأنه بسبب انحياز الجامعة للطرف الآخر، فالمجلس يتهمنا بمحاولة جره الى موقف يقربه من هيئة التنسيق، وهيئة التنسيق تتهمنا بمحاولة جرها الى العمل تحت مظلة المجلس، هذا هو موقف كل منهما، وهذا دليل على أن الجامعة ليس لها أية أجندة». وشدد الأمين العام علي ان توحيد المعارضة لا يعنى محاولة دمجها أو فرض أى اطار تنظيمى عليها، فالقرار يجب أن يكون سورياً محضاً وهو ملك للمعارضة السورية أولاً وأخيراً، وانما المقصود من توحيد المعارضة هو مساعدة أطرافها على توحيد صفوفها فى اطار تنظيمى يتيح تنسيق عملها وجهودها، وتوحيد رؤيتها قدر الامكان على ما يمكن وصفه بالحد الأدنى المشترك. وبما يمكن من تجنيب سورية مخاطر استمرار أعمال العنف والقتل الجارية الآن، ومخاطر الانزلاق نحو الفتن والحرب الأهلية والفوضى المحدقة بها. وأعتبر العربي أن الجامعة هى الطرف الأنسب الذى يمكنه أن يشكل المظلة الجامعة المحايدة والحاضنة لجميع أطراف المعارضة السورية. وبرر الأمين العام توجيه دعوة الجامعة العربية للمعارضة السورية بصفتهم الشخصية وليس بصفتهم التمثيلية كمجلس وطنى أو هيئة، بأن الأمانة العامة لجأت الى هذا الأسلوب فى توجيه الدعوات تفادياً للخلافات التى تحتدم كلما طرح موضوع التمثيل بناء على الأحجام والأوزان والحصص. وأضاف: «كلما حاولنا الخوض فيها لم نتوصل الى أى نتيجة أو أى صيغة منطقية يمكن التوافق عليها، كما أننى أستغرب أن تكون صيغة توجيه الدعوة سبباً لعرقلة انعقاد مثل هذا الاجتماع الهام للمعارضة والذى هو مطلب شعبى سورى ومطلب عربى ودولى أيضاً يتطلع اليه الجميع باعتباره خطوة ضرورية على طريق كسر حالة الاستعصاء التى تعيشها الأزمة السورية، وللعلم فان طلب التأجيل من كل من المجلس والهيئة بدأ يرد الينا تلميحاً وتصريحاً حتى قبل البدء بتوجيه الدعوات وقبل حتى العلم بصيغتها أو الاعلان عن قائمة المشاركين فى الملتقى. وأضيف فى هذا الصدد أن مصير سوريا والمخاطر المحدقة بها اليوم وبشعبها أهم بكثير فى اعتقادى من التوقف عند شكل الدعوة أو صيغتها». وبالنسبة الى مبرر أنه لم يتم التشاور معهم حول ما سوف يصدر عن هذا الاجتماع، قال الأمين العام: «هذا الأمر مستغرب أيضاً لأن أجندة العمل المقترحة فى الدعوة كانت واضحة وهى حرفياً: البناء على ما جرى من حوارات واتصالات ومشاورات وما بذل من جهود سابقة من أجل توحيد المعارضة السورية بما فيها الحوارات واللقاء التى جرت لاعادة هيكلة المجلس الوطنى السورى، لم يكن هناك أية قيود أو أجندات مخفية تحاول الجامعة أو غير الجامعة تمريرها من خلال هذا الملتقى كما ادعى بعض الأطراف».