تبنّت الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، أمس الخميس، بغالبيّة كبيرة قرارًا غير ملزم يدعو الولاياتالمتحدة إلى رفع الحصار الاقتصادي والمالي المفروض على كوبا، في خطوة تتكرّر منذ العام 1991، وصوّتت 3 دول فقط، هي الولاياتالمتحدة و"إسرائيل"، وللمرّة الأولى البرازيل، ضدّ القرار الذي وافقت عليه 187 دولة، وامتنعت دولتان عن التصويت هما أوكرانيا، وللمرّة الأولى كولومبيا الحليف الوثيق لواشنطن، ولم تشارك فيه مولدوفا. وصوتت البرازيل لأول مرة في التاريخ ضد قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة، يدين الحصار الاقتصادي الأمريكي المفروض على كوبا ويدعو لرفعه، وللمرة ال 28 على التوالي، تبنت الجمعية العامة قرارا غير ملزم يدين الحصار الاقتصادي، الذي فرضته واشنطن على كوبا منذ عام 1962، حسبما ذكرت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية، أمس الخميس. وقال وزير الخارجيّة البرازيلي إرنستو أراوجو إنّ قراره التصويت ضدّ القرار يستند إلى الحاجة لمكافحة الشيوعيّة، معتبرا أنّ "تأثير كوبا على الدول النامية في منظومة الأممالمتحدة هو عار ويجب إزالته". وشهدت العلاقات بين البرازيلوكوبا شهدت توترات عقب تولي اليميني جاير بولسونارو منصب الرئاسة في البرازيل أوائل هذا العام، كما سعى الرئيس البرازيلي الجديد إلى التقارب مع الولاياتالمتحدة، علما بأن هناك تشابها كبيرا بين مواقفه ومواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مسائل كثيرة، حتى أطلقت الصحافة البرازيلية على بولسونارو لقب "ترامب البرازيل"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الاوسط". وقالت كولومبيا إنّها اتّخذت قرار الامتناع عن التصويت بسبب "الموقف العدائي لكوبا" إزاء الدولة الكولومبيّة ولا سيما "استقبال إرهابيين كولومبيين على الأراضي الكوبية" وكذلك "الدعم النشط للنظام الاستبدادي والدكتاتوري (للرئيس الفنزويلي) نيكولاس مادورو الذي يُمثّل تهديدًا للأمن القومي والإقليمي"، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسسية "فرانس برس". والولاياتالمتحدة التي تفرض حصاراً على كوبا منذ 1962، شدّدت عقوباتها على الجزيرة الشيوعية منذ تولّى الجمهوري دونالد ترامب السلطة خلفاً للديموقراطي باراك أوباما الذي شهد عهده تقارباً تاريخياً بين البلدين، وتتّهم إدارة ترامب كوبا بالمساهمة في تأجيج الأزمة في فنزويلا التي تُعتبَر أقرب حلفاء هافانا.
