سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء الطب النفسى وعلم الاجتماع: التحرش «جناية الفضائيات» «العيسوى»: الواقعة «تمثيل حرفى» لمشهد شهير فى فيلم «التجربة الدانماركية».. وتصريحات «نصار» سلبية
وصف خبراء الطب النفسى وأساتذة علم الاجتماع مشهد التحرش بطالبة داخل حرم جامعة القاهرة، أمس الأول، بأنه «حالة من الاستدعاء العقلى لما يتم عرضه على الشباب عبر شاشات الفضائيات»، معتبرين أن الحادث هو «جناية الفضائيات كجزء من حالة الانفلات الأمنى والفوضى التى شهدتها الجامعات المصرية خلال الأشهر الماضية والتى جعلت الطالب يتعامل مع الحرم الجامعى على أنه نادٍ أو شارع لا يلتزم فيه بأى ضوابط أخلاقية أو تربوية على الإطلاق». قالت الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، «إن واقعة التحرش بفتاة الجامعة حالة استدعاء فكرى لما يقدم للشباب على شاشة السينما والتليفزيون، خاصة مشهد التحرش الشهير فى فيلم (التجربة الدانماركية)، والذى مثله الطلاب حرفياً، على حد قولها. وأضافت «العيسوى» ل«الوطن» أن «ما يثير الغرابة والتساؤل فى هذه الواقعة شقان أساسيان؛ الأول هو حدوثها داخل الحرم الجامعى، على الرغم من كل الضوابط الأخلاقية والاجتماعية التى من المفترض أن يمتاز بها حرم المؤسسة التعليمية، والثانى أنها وقعت من طلاب كلية الحقوق المفترض فيهم أنهم يدرسون القانون بشكل يومى». واستنكرت «العيسوى» تصريحات الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة بأن «ملابس الفتاة المثيرة هى السبب فى حدوث الواقعة»، قائلة: «أعتقد أن المسئولية الجامعية تقتضى التفكير فى كيفية استغلال طاقات الشباب وليس الإدلاء بتصريحات سلبية تزيد من حدة الظاهرة وتعقدها، وهو ما جعل معظم الجامعات المصرية بلا تعليم ولا أخلاقيات أصلاً»، حسب تعبيرها. من جانبها، قالت منال زكريا، خبير علم النفس، «فى تقديرى أن مشهد اصطحاب الحرس الجامعى للفتاة المتحرش بها بهذا الشكل الغريب، دون اتخاذ موقف تجاه الطلاب المتحرشين، أثار الجزء الاندفاعى لدى الشباب ما دفعهم للاستمرار وتزايد أعدادهم حول الفتاة، وهو ما زاد الأمر سوءاً على سوء». وطالبت «زكريا» المجلس الأعلى للجامعات ب«ضرورة وضع ضوابط لكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، وتوجيه النظر إلى الأنشطة الجامعية التى راحت تندثر يوماً بعد يوم وسط حالة الانفلات الأمنى الذى شهدته المؤسسات التعليمية خلال الأشهر القليلة الماضية». ولفتت «زكريا» إلى أن «المجتمع المصرى لديه صورة استنباطية ما عن الزى الجامعى للطالبات بوجه خاص، وخروج بعض الفتيات على هذه الصورة أعطى الشباب انطباعاً بأن الجامعة لا تختلف عن النادى، وأنه يمكنهم التصرف داخلها بحرية والتخلى عن الانضباط الأخلاقى والأعراف الاجتماعية، من خلال الإتيان بتصرفات صبيانية تشبه تصرفات الشارع، مع العلم أن «الفيزون» والملابس القصيرة جداً كانت الصفة الأساسية للزى النسائى المصرى فى الستينات ولم ينتقدها أحد، بل انتقدوا ظهور الحجاب نفسه بعد ذلك».