رأت مجلة "كومنتاري" الأمريكية، أنه إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يريد إعادة ترسيم خارطة بلاده لحماية الأقليات كما يقول، وهي الخطة التي ظاهرها قد لا يلتفت البعض إليها إلا أن باطنها يحمل معنى عميقا، فإن هذا هو الوقت المناسب لأن يطبق ذلك على نفسه . وذكرت المجلة الأمريكية، اليوم، أن سيبيريا، المنطقة الروسية الغنية بالموارد والفقير سكانها تعد موطنا للأقلية الصينية المتنامية أو على الأقل الأقلية ذات العرقية الروسية الصينية المختلطة، حيث تزوجت العديد من الروسيات من صينيين لأنهم لا يثملون كثيرا ولا يضربوهم كثيرا مقارنة بالروس. وقالت "كومنتاري"، إن تداعيات ما يحدث في شبه جزيرة القرم وربما في مدينة خاركوف لن يظل رهينه القرم بل سيري النور، مضيفة أنه لو كان الغرب اتخذ موقفا في أعقاب الغزو الروسي على جورجيا والاستيلاء على أجزاء منها لدرس بوتين قراره مائة مرة قبل أن يلعب بنفس السيناريو في أوكرانيا. وتنتاب دول البلطيق مثل لاتفيا وإستونيا وليتوانيا حالة من القلق؛ بسبب الأقليات الروسية المتواجدة على أراضيهم بعد ما شهدته أوكرانيا من غزو لأراضيها من قبل القوات الروسية ذريعة حماية الأقلية الروسية هناك. وتابعت المجلة الأمريكية قائلة: إنه في بداية أزمة شبه جزيرة القرم، أدعي بوتين دعم الصين له، فلم تكن الصين لتلعب لصالح روسيا فقط في تقويض الهيمنة الأمريكية بل تلاعبت بروسيا نفسها حتي يصدق بوتين على مرسوم قد يمكن الصين من تبرير تطلعاتها المتزايدة في الحصول على بعض المناطق الروسية التي تقطنها الأقلية الصينية. وأشارت "كومنتاري"، إلى أنه من العار أن تستمر عقيدة أوباما والتي تتمثل في مجرد إدانة ما يحدث واعتبارها خطوط حمراء "واهية" توضح أن الولاياتالمتحدة ليس لديها القدرة ولا الإرادة على فرض سيطرتها. واختتمت المجلة الأمريكية تعليقها قائلة: إنه حان الوقت للعب بصرامة وأن تعلن الولاياتالمتحدة أنها تحترم حقوق الأقليات داخل الحدود الروسية وعلى استقلالهم وضمهم إلى الدول المجاورة إذا كان ذلك هو اختيار الأقليات.