هو: زوجتى عصبية جدًا، خاصة وهي في الأشهر الأخيرة من الحمل، أقدّر معاناتها وتعبها وحملها الثقيل، أحاول قدر الإمكان استيعابها واحتواءها والعمل على تلافي المشكلات التي يمكن حلها بمنتهى البساطة لو زوجتي فقط تخلّت عن تعنتها و"بطّلت تركب راسها" وتستبد برأيها، لا أحب أن يشهد شجارنا طائفة من الجيران أو أطفالنا الذين يشعرون بالأسى والحزن من مشاهد الشجار اليومية. أتحايل على زوجتي أن تحتفظ بعصبيتها وشجارنا بعيدا عن الأطفال إيمانًا مني أن هذا ضروري لتربية أطفالنا في مناخ عائلي صحي يخلو من التوتر والتشاحن، في الآونة الأخيرة زادت الخلافات بطريقة مبالغ فيها، فهي تريد إحضار حماتي العزيزة لمنزلنا العامر رغم أنه لا يحتمل قدمًا أخرى بسبب حجراته القليلة جدًا ومساحته الصغيرة، لكنها زوجتي التي ترى أن وجود أمها بجوارها وهي بشهور الحمل الأخيرة حتى تبلغ مدة النفاس، ضروري وحيوي، ويظل هذا شجارنا الأبدي منذ أن جاء طفلنا الأول وننتظر الثالث على خير. هي: زوجي لا يقدّر صعوبة ومشقة الحمل وتوابعه، يكتفي بمراقبتي وأنا أتألم بل يحمّلني ما لا طاقة لي به من نصائح وإرشادات بضرورة الاعتماد على نفسي وأن الصوت المرتفع لا يجدي، ينصحني بهدوء قاتل "إيده في المية الباردة"، ويتناسى متطلبات أولادي من الاهتمام والرعاية والتي لا يقدر على تحملها، يدفعني للتشاجر ويتهمني بافتعال الشجار أمام أولادي رغم كرهي الشديد للشجار أصلاً، لكنه يرفض وجود أمي بجواري في تلك الأوقات العصيبة هو لا يتفهم احتياجاتي كأم على وشك وضع حملها، لأنه رجل لم يحمل ذات يوم في طفل ويرعى أطفالاً آخرين أيضًا في ذات الوقت، يجعلني أثور ويعلو صوتي بينما ينصحني بالهدوء والتنفس بعمق بينما يحتاج أطفالي إلى مَن يطبخ لهم ويتابعهم في دروسهم، ولا أجد غير أمي التي تتخلى عن هنائها وسعادتها وترتضي بالبقاء لرعايتي وأطفالي لمدة لا تقل عن ستة أشهر لحين تماسكي واستعادة توازني النفسي والجسدي.