اعتصمت الجالية اللبنانية في قبرص تضامنا مع اللبنانيين في حراكهم الشعبي الذي بدأ الخميس. وطالب المغتربون اللبنانيون بإسقاط النظام وتحقيق مطالب اللبنانيين، كما تضامن افراد الجالية اللبنانية في كندا مع الشعب اللبناني، هاتفين النشيد الوطني اللبناني. كما أطلقوا هتافات تقول :"كلّن يعني كلن"، وفقا لما ذكرته قناة"إل بي سي" اللبنانية. وتظاهر مئات من اللبنانيين الفرنسيين، اليوم، في العاصمة الفرنسية "باريس"، دعما لمواطنيهم الذين يتظاهرون منذ أربعة ايام في بيروت ومدن أخرى ضد الفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وقالت المدونة اللبنانية سمر دو بوتافوكو لوكالة "فرانس برس": "راوح عددنا بين 2500 وثلاثة آلاف أطفال وكبار رغم المطر"، موضحة انها دعت الى هذا التحرك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتفجرت الاحتجاجات في لبنان، الخميس الماضي، مع إعلان حكومة سعد الحريري نيتها فرض ضرائب على تطبيقات التراسل الفوري مثل "واتساب"، وما لبثت أن تحولت الاحتجاجات إلى المطالبة بإقالة الحريري. وظهرا، لفت ألوان العلم اللبناني ساحة تروكاديرو قرب برج ايفل، واضافت المدونة "كل شيء بدأ مع ازمة بيئية: احترقت الغابات وعجزت الحكومة عن التحرك. لم تكن على الارض لمساعدة السكان فيما كانت مدارس تحترق ثم اعلنوا ضريبة جديدة" على الاتصالات عبر الانترنت. واكدت دو بوتافوكو، أن "الوضع بائس في لبنان الى درجة يتظاهر أناس اليوم لم يتعودوا النزول الى الشارع. لقد شاهدنا مسنات محجبات في الشارع. الناس ما عادوا خائفين. ونحن اللبنانيين في الخارج علينا ان ندعم مواطنينا الشجعان الذين يطالبون بانهاء النظام الطائفي الذي اثبت عجزه"، موضحة: "نحن هنا لنسف هذا النظام، نريد دولة علمانية". من جانبه، قال ليو نيكوليان الذي انشأ اخيرا مجلس تنسيق للبنانيين في فرنسا، للوكالة الفرنسية: "جئنا اليوم لنقول (نحن جميعا لبنانيون)، سواء كنا مسيحيين او شيعة او سنة او دروزا. نحن لبنانيون قبل كل شيء"، مشيرا إلى ان "هويتنا الوطنية في خطر كبير بسبب مصاصي الدماء"، في اشارة الى الطبقة السياسية اللبنانية. ولليوم الرابع على التوالي، تظاهر اللبنانيون الناقمون على الطبقة السياسية التي يحملون عليها فسادها وسوء إدارتها لأزمة اقتصادية، وذكرت وكاةل الأنباء الفرنسية "فرانس برس": تأخذ التحركات منحى تصاعدياً منذ الخميس الماضي، مع ازدياد أعداد المتظاهرين تباعاً وخروج عشرات الآلاف من مختلف المناطق والاتجاهات السياسية إلى الشوارع، مكررين شعار "ثورة" و"الشعب يريد إسقاط النظام". وتجمع المتظاهرون في وسط بيروت، ونزل آخرون إلى الشارع في صور والنبطية وصيدا جنوباً، وطرابلس وعكار شمالاً وصولاً إلى بعلبك شرقاً، وعلى جدران وسط بيروت حيث المحال التجارية الفاخرة والمصارف، ترك المتظاهرون شعاراتهم، وبينها "لبنان للشعب" و"الوطن للأغنياء الوطنية للفقراء". من جانبها، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم: اعترف معظم السياسيين اللبنانيين بشكل غير اعتيادي بأن المظاهرات تلقائية. وكان رئيس الوزراء اللبناني، طرح ورقة عمل اقتصادية، تتضمن 24 محوراً للخروج من أزمة الاحتجاجات التي يشهدها لبنان منذ الخميس الماضي، وتضمنت خفض رواتب جميع الوزراء، وإلغاء كل المخصصات المالية للنواب اللبنانيين. وشملت الورقة أيضا خفض رواتب المدراء العامين ورفع رواتب القضاة. ونصت مسودة الورقة الإصلاحية أيضا على فرض ضريبة على المصارف وشركات التأمين بنسبة 25%، ووضع حد أقصى لمخصصات السفر إلى الخارج بمعدل 3 آلاف دولار مع موافقة مسبقة من مجلس الوزراء. ورد المحتجون في لبنان، اليوم، على مسودة الورقة الإصلاحية لرئيس الوزراء اللبنانيسعد الحريري، السعي لتهدئة الاحتجاجات العارمة التي تشهدها البلاد منذ أربعة أيام، بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وقال متظاهرون تجمعوا في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية "بيروت" إنهم لا يثقون بالورقة الإصلاحية ولا بحكومة الحريري، معتبرين أن الأمر لا يعدو كونه المماطلة ومحاولة كسب الوقت". وتدفق المحتجون، اليوم، على الساحة وفي أماكن أخرى في لبنان، وطغى هذه الاحتجاجات التي شاركت فيها جماهير حاشدة الطابع الاحتفالي، ردد فيها المشاركون الهتافات المطالبة بإسقاط الحكومة، على وقع الأغاني الوطنية، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية. وشدد مجموعة "لحقي"، وهي إحدى الجهات المنظمة للاحتجاجات، في بيان ردا على "ورقة الحريري" إن مطالب المتظاهرين هي: الاستقالة الفورية لحكومة الضرائب الجائرة والمحاصصة الطائفية، وتشكيل حكومة انقاذ مصغرة من اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للمنظومة الحاكمة على أن تتبنى الخطوات التالية: اجراء انتخابات نيابية مبكرة بناء على قانون انتخابي عادل يضمن صحة التمثيل، وادارة الأزمة الاقتصادية واقرار نظام ضريبي عادل وتحصين القضاء وتجريم تدخل القوى السياسية فيه.