دعا وزير الاوقاف للانتقال من فقه ما قبل الدولة الحديثة لما بعد الدولة الحديثة، وما يقتضيه من الالتزام بمعاهدات الأوطان والمعاهدات والقوانين الدولية، حتى لا تصدم بعض الفتاوى بالقوانين الدولية. وأضاف خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الفتوى حول العالم في نسخته الخامسة، والتي يلقيها نيابة عن رئيس الوزراء، أنّه يجب التخلص من نظريات فقه الجماعات المتطرفة بأيديولوجياتها النفعية الضيقة، التي تأتي بها مصلحة الجماعة فوق مصلحة الدولة ومصلحة التنظيم فوق مصلحة الأمة. وتابع الوزير أنّنا نشاهد في أيامنا هذه من أعان دعاوى الجاهلية المقيتة تحت شعار "اظلم أخاك ظالم أو مظلوما"، ووفقا لشريعة الغاب التي تعتنقها الجماعات الإرهابية. وأكد وزير الأوقاف أنّ الجماعات الإرهابية لا تناصر على الحق وترى أنّ مصلحة الجماعة فوق كل اعتبار، ما يتطلب منا جميعا العمل الجاد للتخلص من فقه تلك الجماعات المعادية للإسلام بتفنيد تلك الشبه التي تبنى عليها، ونعتمد على فقه بناء الدولة بكل ما تعنيه من معاني إدارة الدولة، وهي ليست عملية سهلة بل عملية شاقة معقدة تحتاج إلى خبرات تراكمية ورؤى ثاقبة في مختلف المجالات والاتجاهات للحفاظ على أمن الدول. وانطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للإفتاء اليوم، تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، ويستمر حتى غد الأربعاء برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور عدد من الوفود العربية وكبار العلماء والمفتين من 85 دولة على مستوى العالم. ويناقش المؤتمر عددًا من القضايا الفقهية، جميعها ترسخ لفكرة إدارة واستثمار الخلاف الفقهي بشكل إيجابي، كما يستعرض نقاط الاتفاق والافتراق بين النموذج الإسلامي وغيره في النظر إلى قضية الخلاف بصفة عامة، و"تاريخ إدارة الخلاف الفقهي عرض ونقد" ويطرح المشاركون في هذا المحور كيفية الاستفادة من التجربة الفقهية الإسلامية في عصور مختلفة، إضافة إلى موضوع "مراعاة المقاصد والقواعد وإدارة الخلاف الفقهي.. الإطار المنهجي". أما موضوع "إدارة الخلاف الفقهي .. الواقع والمأمول"، فيناقش تطلعات عدة من خلال ما يدور من المدارسات والمناقشات في هذا المحور سعيًا إلى الخروج بنتائج عن الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي في الجانب الإفتائي، خاصة في جوانب الحياة كافة. كما تشهد وقائع المؤتمر انعقاد 3 ورش عمل تشمل الفتوى وتكنولوجيا المعلومات، وأخرى بشأن آليات التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا، وثالثة تختص بعرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى.