تحدث 120 ألف إمام تابعين لوزارة الأوقاف، عن معركة تزييف الوعي وحتمية الحفاظ على الأوطان، اليوم. كما هاجم الأئمة جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدين أنها تقود حرب تزييف الوعي ضد المصريين، مطالبين الشعب بالحفاظ على الوطن وعدم الانصياع وراء دعواتهم المشبوهة. وأشارت الخطبة الموحدة في أكثر 120 ألف مسجد بالجمهورية، إلى أن جماعات التطرف والإرهاب والإفساد والتخريب أين حلت لا تأتي بخير، وأنها عبء على الدين والوطن، وأن أتباع هذه الجماعات الضالة المنحرفة يخونون الدين والوطن. ولفتت إلى أن هذه الجماعات الضالة وقعت في براثن الخيانة والعمالة من جهة، واحترفت الكذب والافتراء والعمل على بث الشائعات وترويجها ظلما وزورا من جهة أخرى. وطالب الأئمة المصريين جميعا بالتكاتف والوقوف صفا واحدا في وجه هذه الجماعات المارقة، كما طالبوا العلماء ببيان زيفها وزيغها وإفكها وبهتانها، وتعريتها أمام العالم أجمع، مؤكدين أن التستر على أي شخص مجرم من دعاة التخريب مشاركة في التخريب والإفساد من جهة وخيانة للدين والوطن من جهة أخرى. وخلال خطبة الجمعة، اليوم، جرى الإشارة إلى أن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم قدم البشرية، وهو مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن أبرز وسائل أهل الباطل في صراعهم مع أهل الحق، صناعة الشائعات، وترويجها بين الناس، ومما لا شك فيه أن الكلمة أمانة ومسؤولية عظيمة، سواء أكانت مقروءة، أم مسموعة، أم مرئية، والشائعات ما هي إلا كلمة تنتشر بين الناس، يطلقها صاحب قلب مريض، أو هيئة أو منظمة من قوى الشر التي تعمل في الخفاء، وتتناقلها الألسنة وترددها دون تثبت، أو تبين، فتؤثر سلبا على العقول والنفوس. كما نوهت الخطبة الموحدة، بأن هذه الجماعات تنشر الأفكار الهدامة والمعتقدات الفاسدة، ويصبح المجتمع ويمسي في قلق وريبة، بل ويذهب الأمن، وتضعف الثقة بين الناس، فترى أمة الجسد الواحد يشكك بعضها في بعض، ويخون بعضها بعضا؛ لذا قال النبي "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع"، فإذا كان التحدث بكل ما يسمعه الإنسان نوعا من أنواع الكذب يعاقب عليه الإنسان عقوبة شديدة في الآخرة، فكيف بمن يتحدث بما لم يره أو يسمعه؟ وتابعت بأن أعداءنا قد اتخذوا من حروب الجيل الرابع والجيل الخامس، ومن حرب الشائعات وتشويه الإنجازات والرموز الوطنية، ومحاولات النيل من كل ما هو وطني سبيلا لإفشال دولنا، أو إسقاطها، أو تفتيتها؛ لتحقيق أغراضهم وماربهم، فعلينا أن ندرك أننا أمام حرب ضروس تحاك لنا، والشائعات وقودها، فيجب أن نتحقق وأن نتثبت حتى لا نسقط في مكائد أعدائنا، ويجب أن نثق في أنفسنا وفي قيادتنا وفي جيشنا وشرطتنا، وألا نعطي أسماعنا لأعداء الوطن، ومن يعملون على النيل منا، أو من معنوياتنا، أو يفكرون في إحباطنا وبث روح اليأس بيننا. وأكملت: يتطلب منا ذلك تحصين شبابنا ومجتمعنا بالوعي بالواقع، والإلمام بحجم التحديات التي تواجهنا، ومحاولة الإسهام في حلها. وشددت على نعمة الأمن والاستقرار واعتباره من أكبر نعم الله تعالى علينا، فيجب أن نشكر نعمة الوطن وهوا ما يستوجب العمل والاجتهاد ومواجهة دعاة الفتن والتخريب. الأوقاف تترجم الخطبة إلى 18 لغة.. وتؤكد: مواجهة ومحاصرة الفكر المتطرف واجب وطني وديني بدورها دعت وزارة الأوقاف، علمائها للقيام بدورهم في مواجهة الجماعة الإرهابية المارقة في إطار واجب الأوقاف التوعوي والدعوي تجاه الدين والوطن، مشيرة إلى ضرورة مواجهة ومحاصرة الفكر المتطرف، في ضوء إيماننا بأن ديننا دين الرحمة للناس أجمعين، وحرصنا على ترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعا من خلال حوار الحضارات لا تصادمها، كما قمت الأوقاف بترجمة الخطبة إلى 18 لغة ونشرها عبر موقعها الرسمي. في سياق متصل قالت دار الإفتاء، إن الوطن لم يكن أبدا حفنة من تراب، بل هو شعب له تاريخ وحضارة، هو انتصارات الإنسان على أرضه يصنع بها مكانا إقليميا ومكانة سياسية، وتأثيرا فكريا وعطاء حضاريا، وهو رجال ونساء صنعوا ذاكرة الوطن على مستوى النضال الوطني والكفاح العسكري والتقدم الاقتصادي والإنتاج العلمي والثقافي في مختلف العلوم والفنون. أضافت الدار، في فيديو موشن جرافيك، أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بالدار، أن حب الوطن والحنين إليه لم يكن يوما نقصا في المروءة، بل كان دليل الكمال الإنساني، واستدلت الدار بقول النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من وطنه: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد". أوضحت الدار، أن حنين النبي صلى الله عليه واله وسلم إلى وطنه ما كان إلا لشدة شوقه هو وأصحابه إليه، واستدلت بما رواه الدينوري عن الأصمعي قال: إذا أردت أن تعرف الرجل؛ فانظر كيف تحننه إلى أوطانه.