قال محمود سمير، أحد أبناء قرية كفر العرب التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية صاحب ماكينة مياه ارتوازية، إنه ركّبها بعد تعرض 4 أفدنة يمتلكها مزروعة بالبرتقال للبوار وجفاف الأشجار، بسبب عدم كفاية المياه التى تضخ فى ترعة «أم موسى» لمئات الأفدنة المزروعة بالفاكهة والموالح، خاصة أن فترات مجيئها أصبحت متباعدة، وتصل إلى شهرين أو 3، وهو ما يعرض المحاصيل للتلف ويجبر المزارعين على إيجاد طرق بديلة تنقذ أراضيهم من البوار. وأضاف الشاب الثلاثينى، الذى ترك عمله كفرد أمن فى إحدى القرى السياحية من أجل العمل على الماكينة، أن تكلفة تركيبها تجاوزت ال15 ألف جنيه، موزعة كالآتى: 8 آلاف جنيه قيمة أجرة عمال التركيب و3 آلاف جنيه ثمن 120 مترا من المواسير البلاستيكية التى تدفن فى باطن الأرض و4 آلاف جنيه أخرى قيمة شراء موتور الرى وبناء الغرفة التى يوضع فيها، وأنه يؤجرها لرى الأراضى المجاورة له بمبلغ 40 جنيها فى الساعة و15 جنيها إذا أحضر المستأجر السولار اللازم لتشغيلها، بعد الانتهاء من رى مزرعته. وعن الوقت الذى تستغرقه الماكينة لرى ال4 أفدنة التى يمتلكها، قال: «الفدان يلزمه 6 ساعات تقريبا، لكننا نضطر إلى وقف تشغيل الماكينة بعد رى كل فدان حتى لا تتعرض للتلف أو العطل، وهو ما يرفضه المستأجرون بسبب خفة وزن المياه الارتوازية، ما يجعل الأرض تستهلك كميات أكبر منها؛ لذلك حددنا جدولا ثابتا بمواعيد إيجار كل شخص للماكينة، بعد استغناء جميع المزارعين عن مياه الترع لعدم انتظامها، وتفاديا لجمع مبالغ مالية لتطهير الترعة وتوسعتها كل عدة أشهر دون فائدة. وأكد أن غالبية جيرانه من ملاك مزارع الموالح والفاكهة أصبحوا من زبائنه ويعتمدون على ماكينته بشكل رئيسى فى الرى، بسبب تأخر وصول المياه فى الترعة لمسافات طويلة، ما يتسبب فى انخفاض كمية إنتاج مزارعهم وضعف قوة الأشجار وإصابتها بالعديد من الأمراض، بالإضافة لوجود مواعيد ثابتة لبذر الأسمدة تحت الأشجار، وهو ما يستلزم توافر مياه الرى. وعن أهم المشاكل التى تعترض عمل الماكينة، قال: إن نقص السولار يعد من أهم المشاكل التى تواجه أصحاب الماكينات، خاصة فى فصل الشتاء «وهو ما دفعنى لتحميل الراغبين فى استخدام ماكينة الرى إحضار السولار لتشغيلها؛ لأنه لم يعد فى مقدور أى شخص توفير السولار لماكينة تعمل طوال اليوم، بعد ارتفاع سعره فى السوق السوداء إلى 40 جنيهاً للصفيحة الواحدة، يعنى كده الماكينة هتشتغل لله؛ لأن الصفيحة بتكفى ساعة واحدة، اللى بنأجرها ب40 جنيه». ويعتبر «افتقاد مياه الآبار للعديد من العناصر التى تتوافر فى مياه الترع من المشاكل التى تواجهنا أيضا؛ لأنها تجبرنا على وضع أسمدة وكيماويات لتعويضها».