عند دخول القوات الأمريكية العاصمة الأفغانية كابول في نوفمبر عام 2001، استقبلها الشعب الأفغاني كالفاتحين لبلادهم، ولكن بعد ثمانية عشر عاما من الحرب استعادت حركة طالبان نصف البلاد وأصبح الوضع الأمني أكثر سواء مما كان عليه في السابق، ويلوم الأفغان على واشنطن بسبب وصول البلاد إلى هذه الحال الذي خالف توقعاتهم. بصير أحمد نوري، شاب أفغاني من مدينة قندهار، يروي ل"الوطن"، أوضاع في أفغانستان عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، أنه بعد دخول الولاياتالمتحدةأفغانستان عقب انهيار البرجين ساد السلام بالدولة حتى عام 2004، حتى بداية ظهور "طالبان" مرة أخرى وأصبحت الأجواء سيئة في كابل حتى تلك اللحظة بسبب "طالبان". وكانت قندهار إحدى المدن التي تعاني من اضطرابات ومشكلات أمنية بسبب تنظيم طالبان، لذلك كان هناك وجود أمريكي كبير بها لحفظ الأمن، فعملت الولاياتالمتحدة على أنشاء عدد كبير من القواعد الأمريكية الموجودة هناك، فكانوا يتجولون فيها بالدبابات والقيام بدوريات بصفة مستمرة سواء سيرا على الأقدام أو بسيارات الدفع الرباعي، حسب حديثه. وعملت الولاياتالمتحدة طوال مدة تواجدها على ضبط أي عناصر إرهابية أو تثير القلق، فكانت تستوقف المارة في الطرقات للتفتيش أو التأكد من هويتهم، وتعتقل من تشتبه بتورطهم مع جماعات إرهابية. ويقول إبراهيم هاشمي، إن الأفغان أيدوا في البداية تدخل الولاياتالمتحدة في البلاد، لكن لم يحدث أي شيء، فأحلام الشعب لم تتحقق طيلة هذه السنوات. "كنا نتطلع لحياة أفضل من تلك التي نعيشها الآن، لكن من الواضح أن الولاياتالمتحدة لم تفعل أي شيء تجاه حركة طالبان، فالتعليم والصحة أصبحا جيدين نوعا ما، لكن بالنسبة الأمن لا يوجد أي تقدم ملحوظ"، حسب حديث هاشمي ل"الوطن". وفقدت الولاياتالمتحدة أكثر من 2400 جندي في حرب طويلة، وأنفقت أكثر من 900 مليار دولار على العمليات العسكرية وبناء الطرقات والجسور ومحطات الطاقة، وسبق وأن تعهد ثلاثة رؤساء أمريكيين بإحلال السلام في أفغانستان، إما من خلال رفع عدد القوات العسكرية أو سحبها أو حتى من خلال إشراك حركة طالبان أو تجنبهم، وفي عام 2016، أسقطت الولاياتالمتحدة "أم كل القنابل" في مجمع الكهوف.