افتتحت اليوم الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، حفل تخريج الدفعة الأولى والإعلان عن الدفعة الثانية من برنامج القيادة التنفيذية للمرأة بالحكومة المصرية، والذي ينظمه المعهد القومي للإدارة بالتعاون مع جامعة ولاية ميزوري الأمريكية وبرنامج الأممالمتحدة للمرأة. توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد القومي للإدارة وجامعة ميزوري الأمريكية ياتي ذلك بهدف ثقل المهارات الفنية والتخصصية للقيادات النسائية الواعدة في الحكومة المصرية لتمكينهن لتبوء المناصب العليا، وذلك بحضور شريفة شريف المدير التنفيذى للمعهد القومي للإدارة والسيدة بليرتا إليكو ممثلة هيئة الأممالمتحدة للمرأة في مصر وجيف شميديكا رئيس العلاقات الدولية بجامعة ولاية ميزوري.
وفى بداية كلمتها، قالت هالة السعيد وزيرة التخطيط، إنه عندما وضعت الدولة المصرية رؤيتها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الشاملة والمستدامة متمثلة في رؤية مصر 2030 والتي تم اطلاقها في فبراير 2016، جاءت المرأة كشريك رئيسي في إعداد وصياغة هذه الرؤية. وأوضحت أن قضية المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة حظيت بنصيب كبير من الاهتمام، مشيرة إلى إطلاق "الاستراتيجية الوطنيةِ لتمكينِ المرأةَ 2030" وتحديد عام 2017 ليكن عام المرأة مؤكدة أهمية زيادة نسبة تمثيل المرأة ومشاركتها، منوهه بأن زيادة نسبة مشاركة المرأة فى سوق العمل المصرية بنفس نسبة الذكور تسهم في زيادة نسبة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة الثلث تقريبًا. وأوضحت السعيد، أنه عند صياغة خطة الإصلاح الإداري التي أطلقتها وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، ركز محور وخطة بناء وتنمية القدرات على تأهيل جميع الكوادر الحكومية من خلال حزم من البرامج التدريبية لكل من القيادات العليا 7 آلاف و500 قيادة على مستوى الجهاز الإداري للدولة، والقيادات الوسطى، بالإضافة إلى تنظيم تدريبات متخصصة وفقًا للمسار الوظيفي.
ولفتت السعيد، إلى عدد من المبادئ العامة التي تسير عملية التدريب وفقًا لها ليأتي أبرزها متمثلًا في عملية التقييم لقدرات الأشخاص، مشيرة إلى وجود العديد من المراكز في مصر التي تقوم بعملية التقييم فضلاً عن وجود خريطة توضح إمكانيات الأفراد حاليًا. وأشارت إلى إقامة شراكات مع المؤسسات العامة المحلية والدولة وذلك ضمن مباديء خطة التدريب، فضلاً عن عقد شراكات مع عدد من الجامعات أبرزها جامعة القاهرة إلى جانب تدريب المتدربين مما يضمن استدامة تلك الجهود. ونوهت السعيد بالتبادل الثقافي من خلال عقد مجموعة من الزيارات الميدانية لعدد من الجهات الحكومية الدولية أثناء فترات التدريب بالخارج. وأضافت وزيرة التخطيط أن البرنامج يسعى بشكل أساسي لزيادة حصة تمثيل المرأة في المناصب التنفيذية القيادية في الحكومة المصرية، وذلك لمن تنطبق عليهن المعايير المتمثلة فى الأداء المتميز في الوظيفة الحالية، والمشاركة الفعالة في تنمية المجتمع، والولاء للخدمة العامة، والاسهام في تعزيز دور المرأة في الخدمة العامة. وخلال كلمتها، أعلنت هالة السعيد عن حزمة من البرامج الجديدة في إطار استدامة تلك الجهود منها تنفيذ الدفعة الثانية من برنامج القيادة التنفيذية للمرأة في ست محافظات مصرية وهي (القاهرة – الاسكندرية – المنصورة – الأقصر – المنيا – بورسعيد)، وذلك للتأكد من استدامة المشروع ونشره على نطاق واسع في أنحاء الجمهورية.
وأعلنت السعيد، إطلاق برنامج تطوير القيادات الحكومية بالولايات المتحدةالأمريكية حيث سيتم تدريب نحو 50 مرشحا ومرشحة من الحكومة المصرية من ضمنهم أبرز 10 قيادات نسائية من برنامج القيادة التنفيذية للمرأة، لمدة 10 أيام في جامعة ولاية ميزوري الأمريكية في شهر نوفمبر المقبل، وذلك للتدريب على أفضل الممارسات الحكومية، وزيارة لمدينة "كنساس" والتى تعد المدينة الأكثر ذكاءً فى العالم حيث تدار بالتحول الرقمي واستخدام البيانات الضخمة big data للتعرف على تجربة التحول الرقمي وكيفية الاستفادة منه. كما أعلنت عن إطلاق برنامج القيادة التنفيذية للمرأة الأفريقية لعدد 100 إمرأة من نحو 30 دولة، ليقضوا في مصر مدة 12 يوما لدراسة الخبرة المصرية في الحوكمة والإصلاح الإداري وذلك فى إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وعقد زيارات ميدانية في الوزارات المختلفة وللعاصمة الإدارية الجديدة والمشروعات القومية الكبرى.
من جانبها قالت شريفة شريف، المدير التنفيذي للمعهد القومي للإدارة، إنه لكي تتمكن الحكومة المصرية من تحقيق رؤية واستراتجية 2030، كان من الواجب التركيز على بناء رأس المال البشري الذي يعتبر المحرك الأساسي لتحقيق تطلعات الحكومة، مشيرة إلى أهمية العمل على تطوير کادر من القيادات الواعدة لإدارة دفة عملية التحول المؤسسي ومتابعة توجهات الرؤية وهندسة وإدارة التغيير والذى يعد من أهم مقومات نجاح تحقيق الرؤية. وأضافت أن البرنامج يسعى إلى تمكين القيادات الواعدة وصقل خبرتهم في التعامل مع التحديات المعاصرة للعمل الحكومي، والارتقاء بالأداء المؤسسي والمساهمة في دعم الأداء الحكومي وذلك بالتركيز على عدد من الموضوعات الأساسية وتناولها باستخدام منهج تدريبي متكامل يعزز المشاركة التفاعلية وتبادل الخبرات بين عدد من القيادات الحكومية المشاركة، والاطلاع على أفضل التجارب وممارسات الإدارة الحكومية عالميًا وإقليميًا. وأشارت إلى إعلان المعهد القومي للإدارة عن برنامج "القيادة التنفيذية للمرأة بالحكومة المصرية" في أكتوبر الماضي من خلال توجيه خطابات رسمية لجميع الوزارات والمحافظات للترشيح من بين القيادات النسائية العاملة بالجهاز الإداري للدولة من عمر أربعين إلى خمسين سنة. وأوضحت قيام المعهد بعد ذلك بعملية التقييم لهذه الترشيحات على 3 مراحل هي تقييم المهارات السلوكية، واللغة الإنجليزية، ومبادئ علم الإدارة، وأجتازت هذه التقييمات نحو 90 مرشحة كدفعة أولى من عدد 18 وزارة وهيئة، واستمرت الدراسة على مدار 6 أشهر على أيدي أساتذة متخصصين في علوم الإدارة الحكومية من جامعة ولاية ميزوي. وتابعت أن البرنامج انتهى بعدد من الاختبارات النهائية ومشروعات التخرج كمتطلب متتم للحصول على شهادة دبلوم في هذا المجال، وجرى تقسيم الطالبات على فرق عمل كل على حسب وزارته لعمل مشروع تخرج واقعي، قابل للتطبيق، وذو موازنة واضحة ومحددة. وشُكلت لجنة من استاذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والاكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا لتقييم هذه المشروعات، مشيرة إلى انتهاء البرنامج ب46 مشروع تخرج و15 مبادرة، وتم تطبيق 14 مشروعا في الوزارات المختلفة، وجاري تطبيق 17 مشروعا أخرى. وشهدت هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، في ختام حفل التخريج توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد القومي للإدارة ممثلًة عنه شريفه شريف المدير التنفيذي للمعهد القومي للإدارة، وجامعة ميزوري الأمريكية ممثلًا عنها جيف شميديكا، رئيس العلاقات الدولية بجامعة ولاية ميزوري لتنفيذ برنامج القيادة للتميز الحكومي لعدد 200 موظف من الجهاز الإداري للدولة.