قلل البيت الأبيض، أمس، من شأن التهديدات التي وجهتها شركة الغاز الروسية العامة (غازبروم)، بوقف صادراتها من الغاز إلى أوكرانيا، ومنها إلى أوروبا الغربية. وقال مساعد المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جون ايرنست، إن: "وضع الغاز الطبيعي المسال في أوروبا، وأوكرانيا هو أن المخزونات، هي فوق المستوى العادي". وأضاف: "السبب هو أنه -خلافا لأمريكا الشمالية- فإن أوروبا وأوكرانيا شهدتا شتاءً معتدلا نسبيا، ولذلك ليس هناك من مؤشر في الوقت الراهن على وجود خطر في شح الغاز الطبيعي في المنطقة". وكانت (غازبروم) هددت، أمس، أوكرانيا بوقف صادراتها من الغاز إليها بسبب متأخرات بقيمة 1.89 مليار دولار، متوجبة على هذا البلد، على غرار ما حصل في شتاء 2009، عندما أدى وقف الشحنات إلى خلل في إمداد عدة دول أوروبية بالغاز. وقال رئيس (غازبروم) ألكسي ميلر، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية، محذرا من أن "أوكرانيا أوقفت بفعل الأمر الواقع، تسديد ثمن الغاز"، مضيفا: "لا يمكننا أن نزود الغاز مجانا، فإما أن تسدد أوكرانيا المتأخرات، وإما سيكون هناك خطر العودة إلى الوضع، الذي كان سائدا في بداية 2009". وأوضح ميلر أن: "السابع من مارس الجاري، (أمس)، كان الموعد النهائي المحدد لأوكرانيا، لتسديد ثمن شحنات الغاز لشهر فبراير الماضي". ويأتي هذا التحذير في أوج أزمة سياسية روسية أوكرانية، كما أن وقف إمداد الغاز، سيعاقب الحكومة الأوكرانية الجديدة الموالية للغرب التي وصلت إلى السلطة في كييف، بعد عزل الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، في فبراير الماضي، والذي تعتبر موسكو أنه: "لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد". لكن توقف شحنات الغاز الروسي إلى كييف، سيصيب أيضا الاتحاد الأوروبي، الذي لا تزال نصف مشترياته (65 مليار متر مكعب)، تمر عبر أوكرانيا. وفي الأول من يناير 2009، أوقفت (غازبروم)، إمداد أوكرانيا بالغاز، بسبب خلاف تجاري، ووقعت دول في الاتحاد الأوروبي، ضحايا هذه الردود الانتقامية، في أوج موجة من البرد، مع العلم أن بعض الدول، مثل سلوفاكيا، تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 100%.