نشأت على قصة السندريلا منذ الطفولة.. كانت مجرد فيلم كارتوني فتعاطفت مع السندريلا وكرهت زوجة أبي بقلب طفلة لا تفهم معنى الكره، وكبرت بعض الشيء فتحوّلت تلك القصة لأفلام عديدة عربية وأجنبية كلها نفس القصة، تلك الجميلة المعذبة التي تركها أبيها بكل تلك البراءة التي تحملها في عالم لا يحمل أي معنى للرحمة ومع زوجة أب لا تعرف عن المشاعر سوى الشعور بالطمع في أي شيء وكل شيء. وأظل أنا راضية بحالي كما هو، بل أحاول طوال الوقت كسب ود زوجة أبي، وأظل أقنع نفسي كل ليلة بأن زوجة أبي وأولادها طيبون ولكن بهم بعض العيوب، وأظل أحمّل نفسي خطأ أي مشكلة تحدث حتى لو لم تكن لها أي صلة بي، وتمر الأيام وكل ليلة قبل منامي أتذكر ما حدث باليوم، وأقول أنا التي أخطأت وإنني لم أوضح وجهة نظري لهم فهم طيبون ولكن بهم بعض العيوب. وفجأة، أذهب إلى حفلة دبرتها لي جنية، فأرى فارس أحلامي وأتركه لأني مجبرة على أن أعود في وقت محدد، وأنسى حذائي فأجد العاشق الولهان ويظل يبحث عن صاحبة هذا المقاس حتى يجدها وتتبدل حياتها بسبب حذائها، وكبرت ووجدت أن الحياة أعقد من ذلك فلن توجد جنية ستوفر لي الفستان الذي سأذهب به لحفلتها المزعومة التي ستغير حياتي فيما بعد، وزوجة أبي ليست طيبة وبها عيوب، فالطيب لا تكون به كل تلك العيوب، وأن هذا العاشق الولهان ليس له وجود فلم يبقَ أمراء في هذا الزمان وأنه حتى لو وجد لن يقع في حبي من أول نظرة فلا يوجد حب من أول نظرة، وإن أحبني لن يبحث عني عن مقاس حذائي لأن معظم بنات مصر مقاساتهم 39 واحنا طالعين. وإن وجدته لن أتحدى العالم من أجله بل سأتركه في ادعاء مني أن هذا هو النصيب وأظل هذه الفتاة التي تتقمص شخصية السندريلا أو قل عزيزي القارئ السندريلا هي التي اختارتها لتمثل حياتها لما بيننا من تشابه في ظروفنا وفي شخصياتنا السلبية لا يعني فنحن الجيل الذي تربى على تلك القصة السخيفة كل يوم نتنتظر تلك الجنية أو هذا الأمير ليحول حياتي إلى جنة بعصا سحرية ولا نحاول صنع أي مجهود ولا حتى مجرد مناقشة مع أولياء أمورنا، أنا لا أقول يجب مخالفتهم أو إغضابهم فقط محاولة لأخذ حقوقنا أليس من حقنا جعل حياتنا أفضل؟ أليس حقنا أن نختار نحن أي مجال سندرسه وأي عمل نعمل به وأي شخص نكمل معه ما تبقى من حياتنا؟.. نحن جيل لا يفعل شيئًا سوى انتظار تلك الجنية السخيفة، ولا ندرك أنها لن تأتي، فإما نفعل شيئًا لحياتنا حتى تتحول إلى الأفضل أو نظل نتأمل المستقبل ونتحسر على الماضي حتى يمضي بنا العمر وندرك أننا أصبحنا جميلات لكن من الماضي. (ملحوظة: الآراء المنشورة في قسم "م الآخر" كتبها القراء، ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع وجريدة "الوطن"، وإنما تعبر عن آراء أصحابها)