أكدت وزارة الخارجية أن قرار استبقاء سفير مصر لدى قطر "سياسي وسيادي" لأسباب موضوعية من بينها استمرار التدخل في الشأن الداخلي للبلاد، وعدم تسليم المصريين المطلوبين جنائياً لمحاكمتهم، فضلاَ عما تبثه قنوات فضائية من أكاذيب وافتراءات تتعلق بتطورات الأوضاع في البلاد. وأوضح المتحدث باسم الخارجية السفير بدر عبد العاطي في بيان صحفي، أمس، أن السفير المصري لدى قطر موجود بالفعل في القاهرة منذ بداية شهر فبراير الماضي. وتعليقاً علي القرار الذي اتخذته كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين بسحب سفرائها من الدوحة، أوضح المتحدث أن القرار "يعكس رفض هذه الدول الشقيقة وتحفظاتها على مواقف وسياسات قطرية، وأنها رأت توجيه رسالة مماثلة لما سبق أن طالبت به مصر مراراً بضرورة الالتزام الكامل بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول وإرادة شعوبها". وأشار المتحدث إلى أن هذا الموقف إنما يعكس ما سبق أن أشارت إليه مصر مراراً من أن الخلاف القائم ليس بينها وبين قطر، وإنما بين قطر وغالبية الدول العربية، وأنه يتعين على دولة قطر أن تحدد موقعها وموقفها بوضوح من المصالح العربية المشتركة والتضامن العربي، و"هو ما يتطلب الابتعاد عن السياسات والمواقف التي تؤجج الفرقة وتفتت وحدة الصف العربي، والارتقاء إلي مستوي التحديات والمخاطر الجسيمة التي تحيط بأمتنا العربية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها" حسب قوله. ووصل إلى القاهرة بداية الأسبوع الجاري سفير قطر لدى مصر سيف بن مقدم البوعينين، قادما من الدوحة بعد غياب حوالى شهر، بعد الشائعات التي ترددت عن مغادرة السفير القطري لمصر بشكل نهائي بسبب توتر العلاقات بين البلدين. وكان وصول السفير القطري لدى مصر الأول منذ 30 يناير، بعد قرار استدعائه من قبل الخارجية المصرية احتجاجا على بيان خارجية بلاده بشأن التدخل في الشأن المصري، ورغم عودته ظل السفير المصري لدى قطر محمد مرسي في القاهرة دون عودة إلى الدوحة مجددا. وتزامنا مع عودة السفير القطري لمصر أعلنت الكويت عن رغبتها في رعاية المصالحة بين مصر وقطر في إطار أعمال مجلس الجامعة العربية المقبل في نهاية الشهر الجاري، ولاقت قبول من الطرف المصري، حيث أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي قبل أيام "أن مصر تثمن رغبة دولة الكويت الشقيقة فى تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق العربى بتقويم مواقف بعض الدول العربية على أساس عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول والاحترام المتبادل". وصرح وزير الخارجية نبيل فهمي أمس الأول في مؤتمر صحفي أن عودة السفير القطري لمصر شأن يخص بلاده ومرحب به مثل أي سفير بمصر، مشيرا إلى أن مصر مُنفتحة على أي محاولات للتوافق العربي بشرط الحفاظ على أمنها القومي ومصالحها ودون التدخل في شأنها الخاص. وسحبت كل من السعودية والإماراتوالبحرين سفرائها من قطر اعتبارا من الأربعاء، لعدم تنفيذ قطر اتفاقية الرياض الأمنية الموقع عليها في نهاية نوفمبر الماضي.