انتقادات عدة تعرض لها رئيس إدارة الهجرة الأمريكية بالوكالة كين كوتشينيللي، لتلاعبه بكلمات القصيدة الشهيرة للشاعرة الأمريكية إيما لازاروس، المنحوتة على لوحة مثبتة عند قاعدة تمثال الحرية، فعندما سُئل كوتشينيللي، خلال مقابلة على الإذاعة العامة الوطنية "إن بي آر"، عندما كانت قصيدة لازاروس "النَصَب الجديد" جزء من الأخلاقيات الأمريكية، أجاب قائلا: "تعالوا إليّ أيّها المتعبون والفقراء الذين يستطيعون الوقوف على أرجلهم، ولن يتحولوا إلى عالة على الحكومة". لكن القصيدة الأصلية لا تتطرق إلى الاكتفاء الاقتصادي لدى المهاجرين، إذ تقول كلماتها "تعالوا إليّ أيها المتعبون والفقراء والجموع الحاشدة التواقة إلى استنشاق الحرية، والبائسون المهملون الذين يملأون الشطآن"، وتلاعب كوتشينيللي بكلمات القصيدة في معرض مناقشته القوانين الجديدة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تهدف إلى منع إعطاء الإقامة الدائمة "الغرين كارد" والجنسية الأمريكية للمهاجرين، الذين يتلقون هبات غذائية ورعاية صحية وتقديمات اجتماعية أخرى. القصيدة والقصيدة تقول حسب كتاب اللعب النظيف لستيفن لاندسبرنج: فيأت إليّ كل المساكين، والمتعبين، والفقراء والجموع المتلاحمة التي ترنو إلى تنشق نسمات الحرية والبؤساء الذين لفظتهم شواطئهم المزدحمة فليأت إليّ كل هؤلاء المشردين، ومن ألقت بهم العواصف إلى شاطئي وسوف أظل هنا.. حاملة شعلتي.. بجانب الباب الذهبي.. تاريخ القصيدة أصبحت السوناتة المميزة لإيما لازاروس واحدة من أكثر القصائد شهرة منذ العام 1903 حين عرض للمرة الأولى داخل قاعدة تمثال الحرية، إذ كتبت بالبرونز على قاعدة تمثال الحرية، وتطلق عليها The Colossus New، وروجت القصيدة لجمع الأموال لبناء قاعدة التمثال، في 2 نوفمبر 1882، لكن لم يعلم الكثيرين أنّ القصيدة في الأصل لم تكن للتمثال في حد ذاته، حسب الموقع الأمريكي Poetry Foundation. خبير: الانتقاد لا يتعلق بالقصيدة إنّما القيم الأمريكية ويقول الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الخارجية، إنّ الأمر لا يتعلق بقصيدة بقدر ما يتعلق بالرمز المغزي الذي يدل عليه، فيعد شعارا أمريكيا للدولة التي تعد واحدة من دول ديمقراطيات الغرب التي تعزز قيم الحرية والمساوة والحرية وقبول الآخر والتعددية وغيرها. وتابع بدر الدين في تصريحاته ل"الوطن" أنّ تغيير كلمات القصيدة، لا يتعلق بالقصيدة بل اعتراضا على نقد ما يتعارف عليه أمريكيا، وهو اتجاه يمني متطرف يظهر لأول مرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذه الحدة، مشيرا إلى أنّ رد كوتشينيللي، أكد ذلك حين قال: "أنا لا أعيد كتابة الشعر، أنا أقدم سياسة". وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أنّ الانتقادات ليست بسبب القصيدة فحسب، بل نظرا للإجراءات الممنهجة التي تتخذها الإدارة الأمريكية الحالية، من "قيود الهجرة والجدار العازل وغيرها من الممارسات التي تعكس الطابع السياسي المتطرف والموقف المتشدد تجاه الآخرين والمساس بالقيم الأمريكية الأصيلة واللي كان تمثال الحرية رمز لها". وكان المرشحون الديمقراطيون للرئاسة من أوائل الذين تناولوا تعليق كوتشينيللي بالنقد، فكتبت السيناتور إليزابيث وارن على "تويتر": "قيّمنا محفورة بالصخر على تمثال الحرية. لن يتم استبدالها، وسأحارب من أجل هذه القيم ومن أجل مجتمعات مهاجرينا". أما السيناتور كامالا هاريس، فغرّدت أيضا على "تويتر": "دعوني أكون واضحة: الولاياتالمتحدة ستكون دائما مكانا يرحب بالمهاجرين واللاجئين، بغض النظر كم يملكون من المال"، وانضم إلى المرشحتين الكثير من مستخدمي "تويتر" في انتقاد المسؤول الرسمي، وتساءل البعض إن كان لهذا المسؤول نفسه أجدادا من المهاجرين الفقراء، حسب سكاي نيوز. وكتب أحدهم: "أنا أعتقد أنّ شخصا اسمه الأخير كوتشينيللي ربما يوجد مهاجر فقير واحد أو اثنين في شجرة عائلته. اعتبروه نوعا من الحدس"، ورفض كوتشينيللي هذا الغضب تجاه تعليقاته وقال لقناة سي إن إن: "أنا لا أعيد كتابة الشعر، أنا أقدم سياسة".