تزامنًا مع تكبيرات عيد الأضحى المبارك، وقعت اشتباكات عنيفة صباح اليوم، جنوب العاصمة الليبية "طرابلس"، رغم التوافق على هدنة كانت دعت لها بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا. وجرت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين قوات الجيش الوطني الليبي والميليشيات الخاضعة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، حيث يخوض الجيش الوطني منذ الرابع من يونيو الجاري عملية لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات. وقال مصدر بالجيش الوطني الليبي، تعقيبًا على خرق الهدنة من قبل الميليشيات، إن "الجيش الوطني أراد أن يحتفل الليبيون بالعيد في هدوء، إلا أن الميليشيات أرادت استغلال الهدنة وقامت بخرقها في محاولة لتحقيق مكاسب عسكرية". مصدر بالجيش اللليبي: الميليشيات تخرق الهدنة وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه في اتصال ل"الوطن"، أنَّ "قوات الجيش كانت في حالة استعداد تام لأي تحرك غير منضبط من قبل الميليشيات الإرهابية، وتمّ التصدي للمجموعات التي أرادت أن تعتدي على قوات الجيش مستغلة الهدنة". وتابع المصدر: "كل يوم يتقدم دليل تلو الآخر حول مدى وضاعة هذه الميليشيات الإرهابية، وبدليل اليوم عدم التزامها بالهدنة الإنسانية، وهذا كان أمر متوقع بالنسبة لنا من تصريحات قادة الميليشيات، لكننا قبلنا وأردنا أن نثبت مرة أخرى من الطرف المعتدي". أكاديمي: عدم التزام الإرهابيين بوقف إطلاق النار كان متوقعا من جهته، حمل رمزي الرميح المستشار القانوني السابق بالجيش الليبي الميليشيات مسئولة فشل الهدنة، وقال في اتصال هاتفي ل"الوطن"، إنَّ المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة حين دعا إلى الهدنة كانت مرتبطة بأمرين آخرين وهما حدوث اجتماع ليبي ليبي ثم اجتماع دولي حول مخجرات هذا الاجتماع. وأضاف مستشار المنظمة الليبية للدراسات الأمنية والاستراتيجية: "أول هذه الأمور الهدنة، كان هناك رفض من قبل الميليشيات للهدنة، وصرحوا أنه حتى لو السراج أو المجلس الرئاسي وافق على هذه الهدنة، فما هي إلا مناورة، وأصدر المجلس الرئاسي بيان يعلن قبول الهدنة، لكن مع ضغوط الميليشيات أصدر بيانا آخر بعده بدقائق يثني على من أسماهم الثوار في طرابلس". وأشار المسؤول السابق بالجيش الوطني الليبي إلى أنه بعد إصدار البعثة الأممية بيانا تتحدث فيه عن عدم استجابة أو رد الجيش الليبي على مسألة وفق القتال أيام عيد الأضحى، ردت القيادة العامة للجيش وأكدت قبولها الهدنة لكن بشروط هي ألا يستخدم الطرف الآخر الهدنة للقيام بعمليات مسلحة أو إجرامية، والقوات المسلحة التزمت بالهدنة إلى أن تحرك الطرف الآخر. وقال "الرميح"، إن "عدم التزام الميليشيات بالهدنة كان متوقعا لأنهم صرحوا واعتبروا أن الهدنة ما هي إلا مناورة، وصرحوا بأنهم لن يقبلوا بالهدنة إلا إذا تراجعت قوات الجيش الليبي إلى الرجمة، أي إلى ما قبل 4 أبريل، وهذا بطبيعة الحال أمر مرفوض. وتابع: "القيادة العامة للجيش الليبي أبرأت زمتها وقبلت الهدنة بشروط، والطرف الآخر من انتهك الشروط، الجيش الليبي أخذ بزمام المبادرة وبالأسباب كذلك في الوقت ذاته عندما أعلنت أن أيام الأضحى ستكون أيام دوام لعناصر القوات المسلحة، وبالتالي فالميليشيات هي التي تتحمل المسئولية. في السياق ذاته، قال عضو مجلس النواب الليبي سعيد إمجيب، في تصريحات إعلامية، إن الجيش الوطني رصد تحرك مجموعة مسلحة جهة منطقة "السدادة"، بعد ساعات من موافقة القوات المسلحة الليبية على الهدنة، مضيفًا أنَّ "القوات المسلحة الليبية تحركت على الفور وتعاملت مع تلك المجموعة التي كانت فيما يبدو تنوي التحرك نحو الجفرة أو استهداف الحقول النفطية". وأوضح "إمجيب"، إنَّ "تحرك المجموعة المسلحة يؤكّد عدم احترام الميليشيات للهدنة التي أعلن الجيش الوطني التزامه بها". وعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة حول ليبيا دعت لها فرنسا وروسيا عقب انفجار سيارة مفخخة في مدينة "بنغازي" شرق ليبيا، ما أسفر عن مصرع 3 من موظفي بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا.