"لا أحد ينام هنا".. أعضاء اللجنة المنظمة يصلون الليل بالنهار للانتهاء من التفاصيل الكبيرة والصغيرة، وشباب البرنامج الرئاسي يعلمون على قدم وساق لإعداد ومراجعة البروفة الأخيرة، العمال والفنيون يضعون اللمسات النهائية في كل ركن وزاوية لخروج الحدث في أبهى صوره قبل ساعات قليلة من انطلاق المؤتمر الوطني السابع للشباب في العاصمة الإدارية الجديدة، الذي يقام على مدار يومي 30 و31 يوليو، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي. "الوطن" رصدت كواليس الاستعدادات الأخيرة من داخل القاعة الرئيسية للمؤتمر، المقرر أن تشهد حفلي الافتتاح والختام، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، إضافة إلى جلسة "اسأل الرئيس"، وحفل تخريج الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الأفريقي للقيادة APLP. شباب البرنامج الرئاسي يخوضون تحديا جديدا: نعمل بروح الفريق الواحد.. ونبذل جهدا جبارا لإبهار العالم داخل القاعة الرئيسية "خلية نحل" تضم عشرات العمال والفنيين، لتجهيز مقاعد الحضور في الصفوف الأمامية والخلفية، والمسرح الكبير الذي يشهد كلمات المتحدثين وإدارة الجلسات، فيما كان العشرات من شباب البرنامج الرئاسي يجرون البروفات الأخيرة في القاعة الأخرى الموازية، المقرر أن تشهد نموذج محاكاة الدولة المصرية، ومحاكاة لمجلس الوزراء كسلطة تنفيذية ومجلس النواب كسلطة تشريعية ورقابية، في وجود تمثيل للشارع والأحزاب ومجلس النواب ووزراء الحكومة والخبراء والمتخصصين من مجالات عدة، لمناقشة مختلف القضايا والتحديات وطرح المشكلات والحلول أمام الرأي العام وصانعي القرار. العمال والفنيون: "إحنا ترس صغير عشان الصورة تطلع حلوة.. وسعداء بالعمل في هذا الحدث الكبير وبنعمل دورنا على أكمل وجه" وأمام مدخل القاعة الرئيسية وفي الأروقة المختلفة لقاعات المؤتمر، زيّنت المجسمات واللوحات والصور المعلقة المشهد من الداخل، وحملت الشعار الأساسي لمؤتمرات الشباب منذ انطلاقها "ابدع انطلق"، إضافة إلى وجوه متنوعة للشباب من أعمار مختلفة، في إشارة للتنوع الشبابي الذي يتسم به هذا الحدث الدوري منذ انطلاقه للمرة الأولى في نوفمبر 2016. كريم شاهين، أحد شباب البرنامج الرئاسي وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر الوطني السابع للشباب، كان أحد الحاضرين ضمن فريق عمل كبير لإنهاء الاستعدادات الأخيرة، يقول ل"الوطن": "عشان نعمل مؤتمر بالحجم ده، وبالنجاح اللي حصل في النسخ اللي فاتت، بنحتاج مجهود جبار، وكلنا بنشتغل كفريق عمل جماعي واحد، نفهم ونقدر ونتحمل حجم المسؤولية الكبيرة وبنعمل شغلنا طواعية وحب". يوضح الشاب العشريني أنّ فريق العمل اللوجستي ضمن اللجنة المنظمة، ينقسم إلى أكثر من مجموعة تتعاون معا لخروج المؤتمر في أفضل شكل ممكن وبأعلى درجة من التنظيم.
"العمل الجماعي المنظم" بحسب "كريم"، عنصر أساسي لنجاح أي حدث كبير، والأمر ذاته أكدته "إيمان علي" عضو البرنامج الرئاسي للشباب، وإحدى المشاركات في نموذج محاكاة الدولة المصرية المقرر أن يشهده المؤتمر، تضيف ل"الوطن": "إن شاء الله المؤتمر ينتهي بتوصيات مهمة، ويكون محطة جديدة من محطات نجاح هذه الفكرة العظيمة التي تحولت إلى مؤسسة وليست مجرد مؤتمر، وأبهرت وستبهر العالم كله". وبشأن نموذج محاكاة الدولة المصرية، قالت إيمان: "درسنا المشكلات والقضايا بشكل معمق على مدار الأسابيع الماضية من خلال مجموعات عمل على ملفات مختلفة، وهذه المحاكاة ستكون مفيدة للشباب، وبالدرجة ذاتها نتوقع أن تفيد صانعي القرار في الوزارات والمواقع التنفيذية المختلفة". الأمر لم يختلف كثيرا لدى كتيبة العمال والفنيين و"الصنايعية" الضخمة التي تعمل مثل "خلية نحل" نشطة، لوضع اللمسات الأخيرة على أدق التفاصيل، أحد العمال، وهو رجل أربعيني يعمل في زخرفة جدران ومجسمات المؤتمر، قال ل"الوطن" وهو منهمك في أداء عمله: "إحنا بنعمل اللي علينا، وسعداء بالشغل في المؤتمر". يواصل الرجل عمله ثم يعاود حديثه قائلا: "إحنا ترس صغير عشان الصورة في الآخر تطلع حلوة، وبلدنا تبقى في أحسن شكل وأفضل حال، إن شاء الله بفضل شبابها وكل واحد بيشوف شغله أيا كان الدور اللي بيعمله". يشارك في المؤتمر 1500 شاب يمثلون فئات الشباب المصري كافة، الذي يمثل نحو 60% من قوام المجتمع، ويشارك في المؤتمر ممثلي: شباب الجامعات، شباب الأحزاب، شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، وشباب من المبدعين والمبتكرين، فضلا عن قطاع واسع من الشباب الذين تم اختيارهم من خلال التسجيل المباشر عبر الموقع الإلكتروني، والذي تم فتح بابه أمام الجمهور لتسجيل حضور المؤتمر عبر الموقع الإلكتروني egyouth.com في الفترة من 19 حتى 25 يوليو . وإلى جانب التمثيل الشبابي المتنوع لفئات عديدة، من المقرر أيضا أن يشارك في النسخة السابعة من المؤتمر الوطني للشباب، عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين و رجال الأعمال وسفراء دول الاتحاد الإفريقي. وتتنوع أجندة المؤتمر في نسخته السابعة لتناقش القضايا الوطنية المختلفة التي تهم المواطنين، وتشمل محاور النقاش: إجراءات عملية الإصلاح الاقتصادي، موازنة الدولة المصرية للعام المالي الحالي 2019-2020، الإصلاحات الإدارية الهادفة لتحسين المؤشرات الاقتصاد الكلية عبر التحول الرقمي والتسويق الحكومي، المشروعات القومية وانعكاسها على الاقتصاد المصري وحياة المواطن بصفة عامة، إضافة إلى بحث ومناقشة الموقف المصري من القضايا الإقليمية والدولية المطروحة على الساحة. ويعقد خلال المؤتمر الوطني السابع حفل تخرج الدفعة الأولى من خريجي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الإفريقي للقيادة APLP، الذي يعد أحد توصيات منتدى شباب العالم 2019، فضلا عن انعقاد المؤتمر الأول لمبادرة "حياة كريمة" التي تستهدف تطوير ودعم القرى الأكثر احتياجا على مستوى مصر. وانطلقت مؤتمرات الشباب للمرة الأولى في مدينة شرم الشيخ نوفمبر 2016 بحضور 3000 شاب وفتاة، ثم بدأت سلسلة المؤتمرات الدورية في المحافظات، وكانت البداية من العاصمة بالمؤتمر الدوري الأول في ديسمبر من العام ذاته، ثم اتجه قطار مؤتمر الشباب إلى الصعيد حيث "عاصمة الشمس" مدينة أسوان، ثم انتقل إلى الإسماعيلية، ومنها إلى الإسكندرية، وعاد من جديد إلى القاهرة التي شهدت المؤتمر الخامس بأحد الفنادق ثم المؤتمر السادس بحرم جامعة القاهرة، ليصل قطار مؤتمرات الشباب إلى محطته السابعة بالعاصمة الإدارية الجديدة. وخلال هذه الرحلة صدر عددا كبيرا من التوصيات التي تحولت إلى حقائق على أرض الواقع، أبرزها: تأسيس الأكاديمية الوطنية للتدريب، تشكيل لجنة العفو الرئاسي لنظر قضايا الشباب المحبوسين، إطلاق المشروع القومي للتعليم، إطلاق منتدى شباب العالم، تكليف الحكومة بالتنسيق مع مجلس النواب لإصدار التشريعات المنظمة للإعلام والانتهاء من تشكيل الهيئات والمجالس المنظمة لعمل الصحافة والإعلام، إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر، وإطلاق مبادرة لتجميل الميادين وتقنين أوضاع المشروعات الشبابية المتنقلة التي تواجه صعوبة في استخراج التراخيص. كما ساهمت مؤتمرات الشاب في إطلاق العديد من البرامج والمبادرات الاجتماعية مثل "مودة"، والتوسع في نشاط برنامج "تكافل وكرامة" ليتضمن برامج تشغيل لأبناء الأسر التى يشملها البرنامج من خلال إطلاق مشروعات كثيفة العمالة، وإطلاق مبادرة دعم وتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وإعلان 2018 عام لذوي الاحتياجات الخاصة، وأخيرا مبادرة "حياة كريمة" المقرر أن يشهد المؤتمر السابع للشباب انعقاد مؤتمرها الأول.