أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، مشاركتها في مشاورات العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مع الجبهة الثورية السودانية المسلحة، مؤكدة سعيها الترتيب لعملية سلام شاملة خلال الفترة الانتقالية. وذكرت قوى إعلان الحرية والتغيير في بيان نشرته اليوم: "لن تكتمل معالم الثورة إلا بتحقيق السلام الشامل العادل الذي ينصف جميع السودانيين، خاصة أهلنا في مناطق النزاعات والحروب"، ما يشير إلى تغيّر موقف قوى إعلان الحرية والتغيير ومحاولتها الانفتاح والتشاور مع التيارات الأخرى لحل الأزمة في السودان. وأضافت قوى إعلان الحرية والتغيير: "إيماننا عميق بأنّ القوى والكتل السياسية التي حملت السلاح لديها قضايا ومطالب مشروعة، لذلك نسعى لتضميد جراح الوطن وتوحيد صفه وإعادة البريق لمعاني الوطنية من خلال مشاوراتها مع حملة السلاح للترتيب لعملية سلام شاملة ومرضية لجميع الأطراف خلال الفترة الانتقالية"، وتابعت أنّها تسعى "لتضمين مطلوبات السلام والاستقرار في الإعلان الدستوري القادم باعتبار أنّ التغيير يجب أن يشمل جميع المواطنين السودانيين". وشدد البيان: "هذه المشاورات ليست محصصات أو تقسيمة كراسي يستأسد من خلالها قوم على آخرين ولا صراع حول هياكل أو مناصب كنا قد عهدنا للشعب أنّها لكفاءات وطنية، بل هي ائتمار لرغبة شعوب لاقت الصبر والظلم وعانت من التهميش، إن مشاورتنا تلك من أجل ضمانات والتزامات مُستحقَّة لشعوب السودان التي استنزفتها الحروب وسامها عسف النظام عذابا". من جانبه، قال رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية الدكتور سمير راغب، إنّ نجاح المشاورات يتوقف على مدى مواقفة الجماعات المسلحة، خاصة أنّ قوى إعلان الحرية والتغيير لم تكن منفتحة للتواصل مع باقي القوى السياسية والمسلحة، لافتا إلى أنّ احتواء الأزمة الحالية في السودان يتوقف على إيجاد حل لانتشار الجماعات المسلحة في السودان، إضافة إلى الصراعات وحالات التمرد التي تشهدها بعض مناطقها في جنوب كردستان ودارفور. وأكد راغب ضرورة التواصل المباشر بين قوى إعلان الحرية والتغيير باعتبارها شعلة الثورة وغيرها من التيارات السياسية والمجلس العسكري الانتقالي السوداني، حتى يحدث توافق بينهم لتحقيق ما يسمى بالسلام الشامل الذي تسعى إليه قوى إعلان الحرية والتغيير، ويضيف: "في المرحلة الانتقالية يجب أن يتحقق نوع من التوافق وليس الاتفاق الكامل، على الجميع إدراك أنّ جميع المطالب لن تتحقق إلا بعودة دولة وطنية حرة تعمل على بناء مؤسسات حقيقية"، ويتابع: "الوساطة الأفريقية أثبتت مكانتها في الأزمة السودانية خاصة في ظل إدارة مصر للاتحاد الأفريقي، رغم غياب الدور العربي في حل الأزمة". وكانت مشاورات رسمية بين ممثلي قوى إعلان الحرية والتغيير والجبهة الثورية التي تضم الفصائل المسلحة في السودان، انطلقت السبت الماضي بحضور الوسيط الأفريقي حسين لباد. ورفضت الجبهة الثورية التي تضم الحركات المسلحة الاتفاقية السياسية الموقعة بالأحرف الأولى بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري التي تمت الأربعاء الماضي، بحجة تجاهلها للمباحثات الجارية في العاصمة أديس أبابا بين قادة الجبهة الثورية مع المجلس العسكري بشأن عملية السلام في دارفور، ووقعت قوى الاحتجاج والمجلس العسكري الانتقالي الأربعاء الماضي، اتفاقا بالأحرف الأولى تحت عنوان "الوثيقة الدستورية" لإدارة المرحلة الانتقالية.