حاولت أشخص حالة التبرير العام اللي استشرت في البلد من مشرقها لمغربها ومن أسوان لإسكندرية، معرفتش للأسف.. نفسي أعرف هي مرض ولا عادة ولاغلاسة كدة وخلاص، ولو كانت مرض فواضح أنها ملهاش علاج ولا مسكن حتى! أو ممكن تكون مهنة؟، فعلا دي مهنة في مصر وقديمة كمان، يعني مثلا ممكن تقابل واحد وتسأله حضرتك بتشتغل إيه؟ هيجاوبك: بشتغل (مببراتي قد الدنيا).. فتسأله ودي نظامها إيه ويا ترى بتكسب؟ أنا بقى ممكن أجاوبك في الحالة دي، من وجهة نظري اللي يقرب يروح! المبرراتي.. ده (شخص قادر على إعطاء أسباب لأي فعل أو قرار سواء أكان خطأ أو صحيح وفي أي وقت ولأي شخص وأي نظام أو تيار، وهو يستطيع العمل على مدار الساعة دون توقف ويتغذى على الوهم السياسي والديني والاجتماعي، له سرعة فائقة في خلق المبرر مهما تغير القرار أو الفعل أكثر من مرة في الدقيقة الواحدة، ويتوفر هذا المنتج على المقاهي وبرامج التوك شو والمترو وأيضًا على الكنبة في البيت) ده توصيف بسيط للسيد المبرراتي.. غالبا دول بيبقوا مفتقدين فكرة المبدأ الثابت أو الحكم على الأمور بعقلانية وحرية شخصية، عندهم حالة من الانسياق وراء انتماء سواء أكان دينيا أو حزبيا، التبرير الأعمى لعنة بمعنى الكلمة وجريمة في حق الشخص المبرراتي. أولا وفي حق غيره، لأنه بكده بيلغي عقله وتفكيره ودي نعمة ربنا ميزنا بها عن باقي الكائنات. وأبشع أنواع التبرير هي إلصاق الدين وشرائع ربنا عز وجل في تبرير الأفعال والمواقف السياسية والحزبية والدينية.. أتمنى إن كل واحد فينا يفتكر إن جوه جمجمته عقل مش حاجة تانية! ويستعمله ويفكر ويدرك بيه الأمور صح، ونكتفي بهذا القدر.