برعاية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وإشراف وزير الثقافة العراقي الدكتور سعدون الدليمي، تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي احتفالية اختتام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية التي شهدتها صالة المسرح الوطني في العاصمة بغداد. ومشاركة شعبية مصرية كبيرة من الفنانين والكتاب والصحفيين، وحضور رسمي كان بينه الدكتور عبد الناصر حسن رئيس هيئة دار الكتب والوثائق المصرية. وجرى خلال اليوم الثاني توزيع الجوائز على الفائزات بالمراكز الثلاثة الأولى لجائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي بدورتها السادسة، في مجالي القصة القصيرة والشعر، وتم تكريم الفنان المصري سمير صبري، وعدد من المثقفين والفنانيين اللبنانيين والسويين، كما شهد اليوم الثاني أيضا عروضا للفرقة الوطنية للفنون الشعبية العراقية وعرضا اخر للفرقة الفلكلورية التراثية اللبنانية، وثالث للفرقة الفلكلورية الكردية. في كلمته، أكد مهند الدليمي وكيل وزارة الثقافة العراقية ان كل الاشرار تحالفوا ضد جمهورية العراق، موضحا أن قوي الشر تريد أن تجعل العراق أرضا للصراع بين الخير المطلق والشر المطلق، وأضاف "الدليمي": "قدر العراق أن تنزف دما ولتثبت للعالم أجمع أنها تخوض معركة طويلة مع الإرهاب"، مشيرا إلى بلاده ستحتفل قريبا بهزيمة الإرهاب. وأشاد وكيل وزارة الثقافة العراقية بالحضور العربي المميز للمهرجان، قائلا: "كانوا يراهنون على عزلة العراق ولكن مشاركة المثقفين والمبدعين العرب دليل علي دعم العراق في تلك الفترة الصعبة". وأوضح أن العراق وعلى الرغم من الأحداث الإرهابية التي شهدتها إلا أنها نظمت أكثر من 1000 فاعلية ثقافية وفنية خلال هذا العام أنفقت عليها الوزارة نحو 500 مليون دولار. ومن ناحية أخرى، تشارك الجامعة العربية في اختتام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية حيث يرأس السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام وفد الجامعة. وقال قيس العزاوي مندوب العراق بجامعة الدول العربية، ل"الوطن"، إن اختتام فعاليات اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية تتزامن مع التحدي الذي يقوده الجيش والشعب وأبناء العشائر العراقية ضد الإرهاب الذي استغل محافظة الأنبار ليكون له أوكارا فيها. وتابع: "الاحتفالات بعودة بغداد بوجهها العربي والإسلامي وهويتها الأصيلة، يتزامن أيضا مع عودة مصر لهويتها بعد أن حاول الإخوان طمس هويتها المعتدلة والمتفتحة، ونحن كنا ننتظر عودة مصر لأنها هي الدولة التي عليها مسؤولية قيادة الأمة العربية". واعتبر "العزاوي" أن صعود التطرف في بعض الدول العربية، أصبح يؤذي الجميع ويعبر حدود الدول التي بها توترات، مثلما حدث في سوريا وسيطر المتطرفون على الثورة التي قام بها الشعب السوري، وهم يفعلون ذلك في العراق ايضا. وأعلن السفير العراقي أن القمة العربية المقبلة سيكون على رأس أولوياتها موضوع محاربة الإرهاب في الدول العربية. وأكد الدكتور عبدالناصر حسن رئيس هيئة دار الكتب، ل"الوطن"، أن مصر تقود حرباً عربية ضد الإرهاب وليس مصرية فقط، مشيراً إلى أن العراقيين ينتظرون عودة مصر لدورها وعلاقاتها القوية ببلادهم، رغم ما تشهده العلاقات من مستوى ضعيف لا يعكس حقيقة الروابط التي تجمع البلدين.