سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالرحمن جمعة: جميع المرشحين أفكارهم تقليدية بمن فيهم السيسى ابن الدقهلية: «المصالحة هى الحل» حتى مع الإخوان.. وتوفير «لقمة العيش» أول بند فى برنامجى الانتخابى
يرى أنه مختلف فى أفكاره عن باقى مرشحى الرئاسة، وأن برنامجه مرآة تعكس أحوال المواطن المصرى «الغلبان»، وأن كل المرشحين الظاهرين على الساحة حاليا لديهم حلول تقليدية للأزمات تكلف ميزانية الدولة الملايين، فالدولة -وفقا لتعبيره- بدأت تتوجه من العمل والإنتاج إلى المعونات و«الشحاتة»، برنامجه يحمل عنوان «أفكار للإصلاح والتنمية» قابلة للتطبيق، يتمنى أن تكون جواز مروره لكرسى الحكم، إنه المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الصيدلى عبدالرحمن جمعة. «الهدر فى حياتنا بعشرات المليارات من الجنيهات سنوياً، بالإضافة إلى الهدر البدنى والمعنوى والحضارى»، هكذا بدأ الدكتور عبدالرحمن جمعة حديثه ل«الوطن»، حيث علق على مدى الظلم الذى يعانيه الشعب المصرى، قائلا «أنا واحد من أبناء الشعب المظلوم، صيدلى من الفلاحين، مولود فى ريف مصر، وتحديدا فى قرية بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، أبلغ من العمر 74 عاما، تخرجت فى كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، وعملت فى الحكومة، ومن مبلغ 80 جنيها كنت أتقاضاه شهريا، بنيت نفسى وأنشأت صيدليتى الخاصة، وربيت أبنائى الثلاثة، فأكبرهم صيدلى وأصغرهم صيدلانية، وأوسطهم مدرس، زوجتى ربة منزل، عاشت معى سنوات التعب حتى بنينا لنا ولأولادنا». يرى «جمعة» أنه يمتلك الكثير من الخبرات والتجارب فى العمل العام وأيضاً فى الجانب السياسى، ويقول عن هذه التجارب: «كنت عضوا بنقابة الصيادلة المصرية من عام 1990 إلى 1994، واستطعت وقتها أن أدخل الكمبيوتر فى مجال الصيدلة وقطاع الأدوية فى مصر، فأنا من أوائل من فعلوا ذلك، وخُضت انتخابات الصيادلة على مقعد النقيب بعد ذلك ولكنى لم أوفق، كما كنت عضوا بحزب الوفد، ولى الكثير من الأعمال والخبرات فى مجال العمل العام، وشاركت مع كثير من إخوانى المواطنين فى أعمال خدمية فى شربين بالدقهلية، كبناء مجمع إسلامى ومدرسة ومستشفى بالمنطقة»، مشيراً إلى أنه يعرف مشاكل المجتمع المصرى جيدا، بحكم أنه موجود دائما فى وسط الجماهير. وعن فرصه فى سباق الرئاسة المقبل، فى ظل ترشح شخصيات لها ثقل سياسى وقواعد جماهيرية كبيرة، قال «كل المرشحين على الساحة، أفكارهم تقليدية وحلولهم للمشكلات تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، فى ظل دولة تعانى الفقر والبطالة والمرض وأزمات عديدة، وأنا أمتلك برنامجا لحل كل هذه المشكلات بطريقة غير تقليدية وغير مكلفة لميزانية الدولة، بل إنها ستجلب النفع الكثير»، مضيفا فى نبرة تحدٍ وثقة «أتحدى المشير عبدالفتاح السيسى نفسه أن يتبنى هذه الأفكار أو يعرض الحلول الواقعية لتلك المعضلات». وعن المعضلات التى ذكرها فى برنامجه، قال: «وضعت 8 مشكلات رئيسية تؤرق المواطن فى برنامجى، وطرحت حلولها، أولاها رغيف الخبز الذى أول ما نادت به ثورة 25 يناير، وهى الأزمة الكبرى فى بلادنا، نظرا لأننا نهدر الدقيق المدعم، والذى أسميه (مسروقاً) من جيوب الغلابة، وأنا طرحت رؤية لترشيد الاستهلاك ومنع الاستغلال، وذلك بمنح مبلغ 200 جنيه شهرياً للبطاقة 6 أفراد، و150 جنيها شهريا للبطاقة 4 أفراد، و100 جنيه شهرياً للبطاقة فردين، مما يوفر استهلاك الدقيق المسرب لحساب أصحاب المخابز، ومن الخبز الملقى للطيور وفى القمامة»، أما ملف الطاقة فقد طرحت فى برنامجى خطة للإلغاء التدريجى لدعم البنزين خلال 3 سنوات، فأكثر من 50% من الحاصلين على دعم البنزين غير مستحقين له، وهذه الخطة ستوفر ما يقرب من 28 مليار جنيه للدولة. وعن الإرهاب والعنف اللذين يشهدهما الشارع المصرى، قال المرشح المحتمل للرئاسة: «المصالحة بين جميع تيارات وفصائل المجتمع هى الحل، ومنهم الإخوان، فالجزائر مثلا بعد أعوام من الدم عادت للمصالحة لإنهاء الإرهاب والصراع الدموى، وجنوب أفريقيا ودول عدة كذلك، وعلينا أن نتعلم من تجارب الدول التى عانت من الإرهاب لسنوات طويلة، وعادت فى النهاية للحوار والتصالح». وعاد للحديث عن برنامجه وخططه لتحسين الجهاز الإدارى للدولة، فقال «لدىَّ رؤية مختلفة لهذا الأمر، فهناك إحصائية تقول إن الموظف المصرى لا يعمل سوى 28 دقيقة فى الأسبوع، ما يعد إهدارا للوقت والجهد، لذلك أطرح أن يُنظم العمل بحيث يحضر الموظف يوما واحدا فى الأسبوع أو أقل أو أكثر حسب حاجة العمل، توفيراً للمصاريف والجهد، مما سيساعد على إنهاء زحام الشوارع والمواصلات»، أما مشكلة البطالة فحلها سيكون بالتوجه نحو الصناعات المتوسطة والصغيرة ودعم وتأهيل الشباب، وهذا ما اعتمدت عليه بلدان كثيرة فى العالم لحلها، وسيتزامن مع العودة إلى مركزية التعيينات فى أجهزة الدولة المختلفة، وذلك بنزعها من الوزارات والإدارات المختلفة وإلغاء التعيينات المؤقتة فى الحكومة. ويرى «جمعة» أن نسبة الأمية المرتفعة فى المجتمع سبب رئيسى فى معظم مشكلات مصر، وقال «المشكلة ليست أمية القراءة والكتابة، وإنما أمية الحاصلين على مؤهلات أنفسهم، فتجد خريجا يحمل دبلوما متوسطا ولا يستطيع أن يقرأ ويكتب، ومن هنا تأتى الكارثة، وأنا طرحت فى برنامجى مشروعا لحلها، بتشديد الرقابة على العملية التعليمية، وسأوجه تعليماتى بعدم انتقال الطالب إلى المرحلة التالية فى أى صف دراسى دون أن يكون مستحقاً لذلك، وسيكون حل مشكلة التكدس فى الفصول دون الحاجة إلى مدارس جديدة وميزانيات ضخمة، بتقسيم اليوم الدراسى، الفترة الصباحية للناجحين والفترة المسائية للمتخلفين، حتى يشعر الطالب وولى الأمر بجدية العملية التعليمية، وكذلك بالنسبة للتعليم الفنى سنعمل على الارتقاء بالمستوى النظرى للطالب، حتى نغلق أحد منابع الأمية، وتدريب الطالب حسب تخصصه فى ورش القطاع الخاص، ولن يتم تخريج أى طالب وهو غير كفء، فالشهادات لا تمنح مجاناً». وحول التخوفات المطروحة فى الشارع من المرشحين غير المعروفين، قال: «هذه نظرة سلبية للأشخاص، ويجب على المواطن النظر للأفكار الواقعية، وتقييم قدرة المرشح على حل المشكلات، وليس النظر للمرشح صاحب الجمل الإنشائية والعاطفية، فالمشكلات لا تحل بالكلام، وإنما بالعمل الواقعى، فالجميع يتحدث عن العدالة الاجتماعية وتعديل الدستور والسياسة الخارجية والرشوة والفساد والرى والمياه وسد إثيوبيا، والاقتصاد، باجتهادات شخصية دون رؤية واقعية ودراسة المشكلات، فالمهم إبداع الحلول الواقعية التى يمكن تنفيذها على أرض الواقع الحالى، اقتصادياً وسياسياً واجتماعيا، وليس بإرهاق ميزانية الدولة، ولا الاعتماد على المعونات والشحاتة من الخارج». «أتواصل مع ناسى وأهلى فى الشارع كل يوم، وأعرف مشاكلهم جيدا، والعشرات منهم رحبوا بقرار ترشحى وأفكارى لحل مشكلات مصر، التى ليست مستعصية وإنما تحتاج لمن يؤمن بحلها ويكون صادقا فى قراراته ولديه نية وعزم للإصلاح وليس السعى للكرسى»، هكذا يرى الدكتور عبدالرحمن جمعة المجتمع من حوله، ويؤكد أنه يدير حملته بجولات وسط المواطنين فى كل محافظات مصر، فى النجوع والقرى والمواقف والأوتوبيسات والميكروباصات، كما أنه أرسل برنامجا فى 30 ألف مظروف بالبريد لكل مؤسسات الدولة والعاملين بها، ليروا أفكاره، قائلا «المهم التنفيذ بغض النظر عن الشخص الذى سيقدر له الحكم».