سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحليل عسكرى: تزامن الزيارتين دليل على استعادة مصر هيبتها.. و«رعب» أمريكا «سويلم»: محاولة من الدولتين لاسترضاء مصر.. ورئاسة قائد القوات الجوية لوفد روسيا دليل على «صفقات» من العيار الثقيل
أكد محللون عسكريون واستراتيجيون أن تزامن زيارة وفد روسى بقيادة قائد القوات الجوية، مع زيارة وفد الكونجرس الأمريكى لمصر، له دلالات استراتيجية ومعنوية وسياسية، أهمها التأكيد على استعادة مصر هيبتها وريادتها فى الشرق الأوسط، إضافة إلى أنها رسالة إلى العالم بأن مصر تعيش استقراراً سياسياً يرد على شائعات الفضائيات والدول المعادية ل«مصر 30 يونيو». وأضاف المحللون أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعيش حالة من القلق والرعب إزاء تصاعد توطيد العلاقات «المصرية - الروسية» خصوصاً فى المجال العسكرى. قال اللواء أركان حرب حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية، إن القوتين الأمريكية والروسية تتحسبان لما ستسفر عنه المرحلة المقبلة فى ظل التغيير الجذرى الذى تشهده مصر شعباً وجيشاً، لافتاً إلى أن تزامن زيارتى الوفد الأمريكى والروسى إلى القاهرة فى آن واحد، يؤكد أن كلاً منهما يسعى لاسترضاء مصر والفوز بثقتها وتدعيم العلاقات معها، مشيراً إلى أن المعسكرين الشرقى والغربى يسعيان لمصالحهما واسترضاء شعوبهما. وأوضح «سويلم» أن تزامن الزيارتين، خصوصاً من جانب «الكونجرس الأمريكى» الذى يزور مصر مرتين خلال أسبوعين فقط، يؤكد ترصّد كل منهما للآخر ومدى التعاون الذى سيحدث مع الجانب المصرى، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تؤكد عودة مصر إلى مكانتها الطبيعية وريادتها لمنطقة الشرق الأوسط بعد ثورة 30 يونيو وما أحدثته من تغييرات على كل الأوجه والأصعدة السياسية والاستراتيجية فى المنطقة. وأضاف أن زيارة الجانب الروسى بقيادة قائد القوات الجوية تأتى فى إطار استكمال المباحثات المصرية - الروسية، التى بدأها رسمياً المشير عبدالفتاح السيسى بزيارة روسيا، الأسبوع الماضى، موضحاً أن رئاسة قائد القوات الجوية للوفد الروسى تؤكد أن هناك صفقات من العيار الثقيل ستُعقد فى مجال الطيران، خصوصاً بعد إعلان أمريكا فى وقت سابق عن تجميد وتقليص المساعدات العسكرية فى سلاح الطيران، مشيراً إلى أن الوفد الروسى سيبحث دراسة تنفيذ الصفقات المتفق عليها، ومن بينها طائرات «ميج 29»، إضافة إلى مدى تدعيم سلاح الطيران المصرى بما يتناسب مع المستجدات الحديثة التى يشهدها هذا السلاح عالمياً. واعتبر أن زيارة وفد من الكونجرس الأمريكى للمرة الثانية إلى مصر بعد أيام من زيارته الأولى، له دلالة على أن «الأمريكان» أصابهم الرعب والفزع من زيارة «السيسى» إلى روسيا، مشدداً على أن انحياز «الكونجرس والبنتاجون» ومعظم ممثلى وزارة الخارجية الأمريكية لثورة 30 يونيو ومواجهتهم موقف إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما المضاد للثورة، يأتى فى إطار تفضيل مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصالح الشعب الأمريكى، وهذا هو سر الزيارة المتكررة من جانب هذه المؤسسات. واتفق اللواء محمد على بلال، الخبير الاستراتيجى، مع الرأى السابق، مؤكداً أن زيارة الوفد الروسى بقيادة قائد القوات الجوية تؤكد أن العلاقات «المصرية - الروسية» أصبحت وطيدة، وهو ما أفزع «الكونجرس الأمريكى» الذى تصدى ل«عنجهية أوباما» وموقفه المعادى لثورة 30 يونيو. وأوضح أن زيارة وفد الكونجرس الأمريكى بالتزامن مع زيارة الوفد الروسى لم تأتِ من قبيل الصدفة، ولكنها زيارة محسوبة ومُخطط لها، وتؤكد حالة القلق والرعب الذى يصيب الأمريكان، منذ أن أعلنت روسيا عن زيارة وفدها إلى مصر. وحذر «بلال» الحكومة المصرية من الارتماء فى أحضان قوى واحدة، وتكرار خطأ النظام السابق مع الولاياتالمتحدة، موضحاً أن العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية المصرية لا بد أن تنفتح على أكثر من قوى، ولا بد أن تكون الصين من هذه القوى، حتى نستطيع أن نكون أصحاب قرار وسيادة حقيقية حال تعنّت أى من هذه القوى، ووقوفها ضد مصالح الوطن. من جهته، أكد اللواء عبدالمنعم كاطو، مستشار إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، إن تزامن زيارة الوفدين الروسى والأمريكى له دلالات استراتيجية ومعنوية تؤكد أن مصر تعيش حالة استقرار سياسى وأمنى، وأن حوادث الإرهاب التى تشهدها البلاد بين الحين والآخر ليست مؤثرة فى هذا الاستقرار، إضافة إلى أن كلا الوفدين جاء للتأكد من ذلك ونقل الصورة الحقيقية إلى حكوماته وشعبه للرد على الشائعات التى تروّج لها بعض القنوات الفضائية فى الخارج، مثل الدور الذى تقوم به قناة «الجزيرة» المعادية للنظام فى مصر. وأضاف «كاطو» أنه بالنسبة لروسيا فهى تسعى للوقوف على حقيقة الأوضاع فى مصر عن قُرب، لوضع الخطط التى ستبدأ من خلالها تنفيذ الاتفاقيات والصفقات التى عقدها المشير عبدالفتاح السيسى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى الوقت الذى تحاول فيها أمريكا من خلال وفد الكونجرس التعرّف عن قرب على مدى ما وصلت إليه العلاقات «المصرية - الروسية» وطبيعة توجهاتهم فى الفترة المقبلة. وأشار إلى أن الدلالات المعنوية للزيارتين تتلخص فى استعادة مصر كرامتها ومكانتها الطبيعية فى الريادة لمنطقة الشرق الأوسط، بدليل أن الدولتين العظميين تسعيان لخطب ود مصر، وهو ما يؤكد قوة مصر، لافتاً إلى ضرورة أن تفتح الحكومة المصرية أبواب العلاقات فى كل المجالات مع قوى أخرى لا سيما الصين والهند ودول الخليج العربى.